ليلة وداع – بدر شاكر السياب

أوصدي الباب فدنيا لست فيها
ليس تستأهل من عيني نظرة
سوف تمضين و أبقى أي حسرة
أتمنى لك ألا تعرفيها

آه لو تدرين ما معنى ثواني في سرير من دم
ميت الساقين محموم الجبين
تأكل الظلماء عيناي و يحسوها فمي
تائها في واحة خلف جدار من سنين

و أنين
مستطار اللب بين الأنجم
في غد تمضين صفراء اليد
لا هوى أو مغنم نحو العراق
و تحسين بأسلاك الفراق

شائكات حول سهل أجرد
مدها ذاك المدى ذاك الخليج
و الصحارى و الروابي و الحدود
أي ريش من دموع أو نشيج

سوف يعطينا جناحين نرود

بهما أفق الدجى أو قبة الصبح البهيج
للتلاقي
كل ما يربط فيما بيننا محض حنين و اشتياق

ربما خالطه بعض النفاق
آه لو كنت كما كنت صريحة
لنفضنا من قرار القلب ما يحشو جروحة
ربما أبصرت بعض الحقد بعض السأم

خصلة من شعر أخرى أو بقايا نغم
زرعتها في حياتي شاعره
لست أهواها كما أهواك يا أغلى دم ساقي دمي
إنها ذكرى و لكنك غيرى ثائرة

من حياة عشتها قبل لقانا
وهوى قبل هوانا
أوصدي الباب غدا تطويك عني طائرة
غير حب سوف يبقى في دمانا