ليبك وكيعا خيل حرب مغيرة – الفرزدق

ليَبْكِ وَكيعاً خَيْلُ حَرْبٍ مُغيرَةٌ … تَساقَى المَنايَا بِالرُّدَيْنِيّةِ السُّمْرِ

لَقُوا مِثلَهُمْ فاستَهزَموهُمْ بدَعَوةٍ … دَعوهَا وكيعاً والجيادُ بهِمْ تَجرِي

وَبَينَ الّذِي نَادَى وَكِيعاً وَبَيْنَهُمْ … مَسِيرَةُ شَهْرٍ، للمُقَصَّصَةِ البُترِ

وَكَمْ هَدّتِ الأيّامُ مِنْ جَبَلٍ لَنا … وَسَابِغَةٍ زَغْفٍ وَأبْيَض ذي أثْرِ

وَإنّا عَلى أمْثَالِهِ مِنْ جِبَالِنَا … لأبْقَى مَعدٍّ للنّوَائِبِ وَالدّهْرِ

وَما كانَ كالمَوْتَى وَكيعٌ فَيَمْنَعُوا … نَوَائِحَ لارَثّ السّلاحِ وَلا غَمْرِ

فإنّ الّذِي نَادَى وَكيعاً، فَنَالَهُ، … تَنَاوَلَ صِدّيقَ النّبيّ أبَا بَكْرِ

فَماتَ ولمْ يُؤثَرْ، وَمَا مِنْ قَبِيلَةٍ … مِنَ النّاسِ إلاّ قَدْ أبَاتَ عَلى وِتْرِ

فَلَوْ أنّ مَيْتاً لا يَمُوتُ لِعِزّهِ … على قَوْمِهِ ما ماتَ صَاحِبُ ذا القَبرِ

أُصِيبَتْ بِهِ عَمْروٌ وَسَعْدٌ وَمالكٌ … وَضبّةُ عُمّوا بِالعَظيمِ منَ الأمْرِ