لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ – السري الرفاء

لمَّا مضى يومُكَ في اللَّذاتِ … و في سرورٍ مُعْجِبِ الأوقاتِ

و أقبلَ اللّيلُ على ميقاتِ … و نشر الغرْبُ المُمسَّكاتِ

و مدَّ حتى صِرْنَ مُظْلِماتِ … قُمنا إلى الصيدِ بمُجلِباتِ

مثلِ البدورِ الزُّهْرِ طالعاتِ … تخالُها بالتِّبرِ مُشْرَباتِ

و سُرُجٍ كالشُّهبِ ذاكياتِ … بمُرعداتٍ وبمُبرقاتِ

زاهرة ٍ كزاهرِ النباتِ … تُراعُ منهنّ َمها الفلاة ِ

و أكلبٍ تستغرقُ الصِّفاتِ … ضوامرِ الأحشاءِ مُخطَفاتِ

إلى دماءِ الصَّيْدِ صادياتِ … باسطَة ِ الآذانِ سابِغاتِ

سواقطِ الأرجاءِ ساكناتِ … بلؤلؤِ الطَّلِّ مُقرَّطاتِ

فعَنَّ من سِربٍ ومن ظَباتِ … مشتبِهِ التيجانِ والشِّياتِ

ترى الرَّوامجَ مصندَلاتِ … قد جلَّلَتْهنَّ مفرِّجاتِ

عن يققِ البطونِ واللَّبّاتِ … و زُيِّنَتْ منها ذُرى الهاماتِ

فطُوِّقَت من شِبَعٍ طاقاتِ … فلم تزل تنظُرُ حائراتِ

راسفة ً رسْفَ المقيَّداتِ … قد عَمِيتْ عن سُبُلِ النَّجاة ِ

ثمَّتَ صافحنا المُجَنَّباتِ … نحورُها كَثَلَّة ِ الرُّعاة ِ

حتى إذا لاح الصباحُ الآتي … و نشرَ الشرقُ مُعصفَراتِ

تَنْقَضُّ حتى صِرْنَ مُذْهَباتِ … قُمنا بها بيضاً مجرَّداتِ

تَحسِبُها العينُ مفَضَّضاتِ … فعُدْنَ منهنَّ مخضَّباتِ

و ارتفعتْ قدورُنا اللواتي … تعتامُ في الخِصبِ وفي الأَزْماتِ

ترى بناتِ الماءِ غالياتِ … مشرفة ً منها على الحافاتِ

مثلَ كبارِ الراءِ طافياتِ … فهي وما فيها من الأقواتِ