لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ – جرير

لمنِ الديارُ كأنها لمْ تحللِ … بَينَ الكِنَاسِ وَبَينَ طَلحِ الأعزَلِ

وَلَقْدْ أرَى بكِ، وَالجَديدُ إلى بِلى ً، … موتَ الهوى وشفاءَ عينِ المجتلي

نَظَرَتْ إلِيْكَ بِمِثْلِ عَينيْ مُغزِلٍ … قطعتْ حبالها بأعلى يليلِ

و إذا التمستْ نوالها بخاتْ بهِ … و إذا عرضتَ بودها لمْ تبخلِ

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَطيُّ خَوَاضعٌ … وَكَأنّهُنّ قَطَا فَلاة ٍ مَجْهَلِ

يَسْقِينَ بالأُدَمَى فِرَاخَ تَنُوفَة ٍ، … زغباً حواجبهنَّ حمرَ الحوصلِ

يا أمَّ ناجية َ السلامُ عليكمْ … قَبْلَ الرّوَاحِ وَقَبْلَ لَوْمِ العُزّلِ

وإذا غَدَوْتِ فَبَاكَرَتْك تَحِيّة ٌ … سَبَقَتْ سُرُوحَ الشّاحجاتِ الحُجّلِ

لَوْ كُنتُ أعلَمُ أنّ آخِرَ عَهدِكُمْ … يَوْمُ الرّحِيلِ فَعَلْتُ ما لَمْ أفْعَلِ

أوْ كنتُ أرهبُ وشكَ بينٍ عاجلٍ … بقنعتُ أو لسالتُ ما لمْ يسأل

أعددتْ للشعراء ِ سماً ناقعاً … فسقيت آخرهمْ بكأسِ الأولِ

لمّا وَضَعْتُ على الفَرَزْدَقِ مِيسَمي، … و ضغا البعيثُ جدعتُ أنفَ الأخطلِ

خزى الذي سمكَ السماءَ مجاشعاً … وَبَنى بِناءكَ في الحَضِيضِ الأسْفَلِ

بيتاَ يحممُ قينكمْ بفنائهِ … دَنِساً مَقَاعِدُهُ، خَبيثَ المَدْخَلِ

و لقدْ بنيتَ أخسرَّ بيتٍ يبتني … فهدمتُ بيتكمُ بمثلى يذبلِ

إنّي بَنى ليَ في المَكَارِمِ أوّلي؛ … و نفختَ كيركَ في الزمانِ الأولِ

أعْيَتكَ مَأثُرَة ُ القُيُونِ مُجاشِعٍ … فانظر لعلكَ تدعى منْ نعهشلِ

وَامْدَحْ سَرَاة َ بَني فُقَيْمٍ، إنّهُمْ … قتلوا أباكَ وثارهُ لمْ يقتل

و دعِ البراجمَ إنَّ شربكَ فيهمُ … مرٌّ عواقبهُ كطعمِ الحنظلِ

إني انصببتُ منَ السماءِ عليكمُ … حتى اختَطَفْتُكَ يا فَرَزْدَقُ من عَلِ

منْ بعدْ صكتي البعيثَ كأنهُ … خَرَبٌ تَنَفّجَ مِنْ حِذارِ الأجدَالِ

و لقدْ وسمتك يا بعيثُ بميسمى … و ضغا الفرزدقُ تحتَ حدَّ الكلكل

حسبُ الفرزدقِ أنْ تسبُ مجاشعٌ … و يعدَّ شعرَ مرقشٍ ومهلهل

طلبتْ قيونُ بني قفيرة َ سابقاً … غَمْرَ البَديهَة ِ جامِحاً في المِسْحَلِ

قتلَ الزبيرُ وأنتَ عاقدُ حبوة ٍ … قُبْحاً لحُبْوَتِكَ التي لمْ تُحْلَلِ

إنّي إلى جَبَلَيْ تَميمٍ مَعْقِلي، … وَمَحَلُّ بَيْتي في اليَفاعِ الأطْوَلِ

أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبالَ رَزَانَة ً، … و يفوقُ جاهلنا فعالَ الجهل

فَارْجِعْ إلى حَكَمَيْ قُرَيْشٍ إنّهمْ … أهلُ النبوة ِ والكتابِ المنزلِ

فاسألْ إذا خرجَ الخدامُ وأحمشتْ … حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ

وَالخَيْلُ تَنحِطُ بالكماة ِ وَقد رَأوْا … لَمْعَ الرّبِيئَة ِ في النِّيافِ العَيْطَلِ

أبنو طهية َ يعدلونَ فوارسي … وَبَنُو خَضَافِ، وَذاكَ ما لمْ يُعدَلِ

و إذا غضبتُ رمى ورائي بالحصى … أبناء جندلة كخير الجندل

عَمْروٌ وسَعْدٌ، يا فَرَزْدَقُ، فيهمُ … زُهْرُ النّجُومِ وَباذِخَاتُ الأجبُلِ

كانَ الفرزدقُ إذْ يعوذُ بخالهِ … مثلَ الذليلِ يعوذُ تحت القرملِ

وَافْخَرْ بضَبّة َ إنّ أُمّكَ مِنْهُمُ، … ليسَ ابنُ ضبة بالمعممَّ المخولِ

و قضتْ لنا مضرٌ عليكَ بفضلنا … و قضتْ ربيعة ُ بالقضاءِ الفيصلِ

إنَّ الذي سمك السماءَ بنى لنا … بيتاً علاكَ فما لهُ منْ منقلِ

أبلغَ بني وقبانَ أنَّ حلومهمْ … خفتْ فما يزنونَ حبة َ خردلِ

أزْرَى بحِلْمِكُمُ الفِياشُ، فَأنتُمُ … مثلُ الفراشِ غشينَ نارَ المصطلى

تصف السيوف وغيركم يعصي بها … يا ابن القُيُونِ وَذاكَ فِعْلُ الصَّيقَلِ

وبرحرَحان تخضخصت أصلاؤكم … وَفَزِعْتُمُ فَزَعَ البِطَانِ العُزّلِ

خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ … يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ

هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ … مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ

قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما … جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى

إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي … رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ

خصى َ الفرزدقُ والخصاءُ مذلة ٌ … يرجو مخاطرة َ القرومِ البزلِ

هابَ الخواتنُ من بناتُ مجاشعٍ … مثلَ المحاجنِ أو قرونَ الأيلِ

قعدت قفيرة ُ بالفرزدقِ بعدما … جهدَ الفرزدقُ جهدهُ لا يأتلى

ألهي أباكَ عنِ المكارمِ والعلا … ليُّ الكتائفِ وارتقاعُ المرجلِ

أبْلِغْ هَدِيّتيَ الفَرزْدَقَ إنّهَا … ثِقَلٌ يُزَادُ عَلى حَسيرٍ مُثْقَلِ

إنّا نُقِيمُ صَغَا الرّؤوسِ، وَنَخْتَلي … رأسَ المتوجِ بالحسامِ المقصلِ