لقدْ نادى أميركِ بابتكارِ – جرير
لقدْ نادى أميركِ بابتكارِ … و لمْ يلووا عليكَ ولمْ تزارى
وَقَدْ رَفَعَ الظّعائِنِ يَوْمَ رَهْبَى … بِرُوحٍ مِنَ فُؤادِكِ مُسْتَطَارِ
ذكرتك بالجمومِ ويومَ مروا … عَلى مَرّانَ رَاجَعَني ادّكَارِي
و تيمٌ يفخرونَ ضربُ تيمٍ … كضَرْبِ الزَّيْفِ بارَ على التِّجَارِ
وَتُعرَفُ بالمَنازِلِ، يا ابنَ تَيْمٍ، … لئيمَ الضربِ مطرفَ النجارِ
رويداً لافتخاركَ يا بنَ تيمٍ … رَقِيقاً ما عَتَقْتَ مِنَ الإسَارِ
تذكرْ هلْ تفاخرُ يا بنَ تيمٍ … بفرعٍ أوْ لأصلكَ منْ قرارِ
فما عرفوا السباقَ وما تجلتْ … وُجُوهُ التّيْمِ مِنْ قَتَمِ الغُبَارِ
أتطلبُ سابقَ الحلباتِ تيمٌ … تقدمَ في المواطنِ إذ يجاري
صَرِيحاً لَمْ تَلِدْ أبَوَيْهِ تَيْمٌ، … وَلَمْ يُنْسَبْ لأختِ بَني حُذارِ
لَعَمْرُ أبيكَ ما شَجَرَاتُ تَيْمٍ … مِنَ النّبْعِ العَتيقِ وَلا النُّضَارِ
ة قدْ علمتْ تميمٌ أن تيماً … بعيدٌ حينَ ينسبَ منْ نزارِ
فأنتمْ عائذونَ بآلِ سعدٍ … بعقدِ الحلفِ أو سببِ الجوارِ
نَعُدّ تَمِيمَنَا وَتَعُدّ تَيْماً، … فقدْ أرديتَ في اللججِ الغمارِ
لَنا عَمروٌ عَلَيكَ وَآلُ سَعْدٍ، … وَثَرْوَة ُ دارِمٍ وَحَصَى الجِمَارِ
وَجَوّازُ الحَجيجِ لَنَا عَلَيكُمْ … و عادى ُّ المكارمِ والمنارِ
و خالي منْ خزيمة َ يا بنَ تيمٍ … عَظيمُ البَيتِ مرْتَفِعُ السّوَارِي
لَقَدْ وُجِدَ ابنُ بَرْزَة َ يوْمَ جارَى … بطيئاً عنْ مرافعة ِ الخطارِ
فكَيفَ تَرَى جِذابي يا ابنَ تَيْمٍ … وَقَدْ قُرّنْتُمُ قَرَنَ البِكَارِ
فَلَسْتَ مُفَارِقاً قَرَنَيّ، حَتى … يَطولَ تَصَعّدي بكَ وَانحدارِي
وَما بالمِيسِ يَرْحَلُ وَفْدُ تَيْمٍ، … وَلَكِنْ بالسّوِيّة ِ وَالحِصَارِ
وجدنا التيمَ منْ سبأٍ وتيمٌ … مُجاوِرَة ُ القُرُودِ معَ الوِبَارِ
فانْ تجزوا بنعمتنا شكرتمْ … رِيَاحاً أوْ فَوَارِسَ ذي الخِمَارِ
أتَعْدِلُ لَيْلَ أيْسَرَ، مُستَنيماً، … بليلِ الملجماتِ على َ سفارِ
تَوَالى في المَرَابِطِ مُقْرَبَاتٍ، … طَوَاهُنّ المُغَارُ عَلى اقْوِرَارِ
نُعَشّيها الغَبُوقَ عَلى بَنِينا، … و نطعمها المحيلَ على الصفارِ
وَقَدْ عَلِمَ ابنُ أبْحَرَ أنّ خَيلي … غَداة َ الجُمْدِ صَادِقَة ُ الغِوَارِ
قَرَعْنَ بِنَا كَتَائِبَ آلِ نَصْرٍ، … وَزَحْفَ المُنذِرَينِ وَذي المُرَارِ
و هاماتِ الجبابرِ قد صدعنا … كَأنّ عِظَامَهَا فِلَقُ المَحَارِ
فما شهدتْ رجالُ التيمِ حرباً … و لا أيامَ طخفة َ والنسارِ