لقاءُ القتلة – ليث الصندوق

مِن كلّ مدخنة أتوا

ليشرّعوا في الناس قانون الظلام

مستنفرين على الضحايا

كلّ ما في الغابِ من عَفنٍ ودود

من طيّة المجهول ِجاءوا

ناقعينَ القيحَ في قِرَب المياه

متلفعين بجلدة القتلى

ضفروا الحبالَ على المناضد

علقوا في الباب أسنانَ الضحايا

حمَلوا وثائقهم بتابوتٍ وطافوا بالأزقة

وتساقطتْ في البئر أسمالٌ منقعة ٌبدم

كانوا جميعاً يشهرون الأسلحة

متعقبين لهاثهم

مستنفرين غريزة َالموتى على لعْق ِالصدأ

مثلَ العناكب

يمسحونَ سُلوخَنا بلعابهم

خرجوا فرادى من ثقوب أنوفنا

وتجمّعوا تحت الموائد والكراسي

يلحسون فضالة َالدم في الصحون

جاءوا من الجدب المُدنس ِيَلبسونَ طراوة َالأشجار

وعلى الظلال الخضر ِألقوا معطفَ الموبوء

لم يرأفوا بدموعنا

كانوا حشوداً من فؤوس تحتَ أغطية المنام

تركوا الجذور

تشقّ كالسكّين أشلاءَ الضحايا

واليومَ يجتمعون إقراراً لميثاق الجريمة

قد طالبوا بإشاعة الزهريّ

والموتِ الهواء

وبحق قطعان ِالكلاب على التبوّل في القبور

بدأوا حوار الصمت

ثم استُدرجوا نحو البصاق

أظفارهم ونيوبهم تستحلب النيرانَ والدخان

وسلاحُهُم

كان الخطيب على المنصّة

في أخر الليل انتهى وقتُ اللقاء

من تحت أيديهم تنوحُ حجارة ُالأبار

وألأرضُ تعوي

والسماءُ بَليلة ٌمن خجلةِ النجمات

لم يلجموا أحقادَهم

فوق المواقد كانَ قِدرُ السُمّ يغلي

فإذا تَفتّحتِ المنافذ ُلم يغادرْ من أحد

كانوا جميعاً ميّتين

أكلوا على الأعشاب بعضَهمو

وما أبقوا سوى عَفنٍ

يُغلغلُ في ثقوب

فلقد تحاورَتِ الأظافرُ والنيوب