لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ – الشريف المرتضى
لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ … وغير التّصابي ما أرتهُ المدامعُ
وياقلب ما أزمعت عوداً إلى الصبا … فتطمعَ في أنْ تَزْدَهِيكَ المطامعُ
تضيقُ لأِنْ أرسَى بساحتِك الهوَى … وأنت على ما أحرج الدهر واسعُ
ويوم اختلسنا من يد الحذرِ لحظة ً … وقد آذَنَتْنا بالفراقِ الأصابعُ
عذرت امرءاً أبدى الأسى وهو حازمٌ … وصمَّ على عُذّالهِ وهْو سامعُ
خليليَّ إن الدهر جمٌ عديده … ولكنَّه ممَّنْ أُحِبُّ بَلاقعُ
وخُبِّرْتُما أنَّ الوفاءَ تَقارضٌ … فمالي أُعاطي صفوَهُ مَن يُمانعُ؟
ألا في بشاشات الرّجال ودونها … جوانحُ في أثنائها الغيظُ ناقعُ
ومازالت الأيامُ مثنى وموحداً … يراوِدْن مِنِّي شِيمة ً لا تُطاوعُ
رضِيتُ بميسورِ الحظوظ قناعة ً … إذا امتدّ في غيِّ الطماعة ِ قانعُ
وعوراءَ يستدعي النفوسَ اقترافها … تنكبها ناءٍ عن السوء نازعُ
تحيَّزْتُ عنها لا أهمُّ بوَصْلها … كما أنحاز عن ضمن العذارين خالعُ
وشُمٍّ من الفتيان حصنت سرهم … وسر الفتى مابين جنبيه ذائعُ
سروا يسألون الدهر مافي غيوبه … وليس لهم غير التجاربِ شافعُ
إذا صُدَّ عن نُجحِ المطالبِ جاهدٌ … تخلَّفَ عن كسبِ المحامدِ وادِعُ
إِليكَ ذعرتُ الهِيمَ عن كلِّ بُغيّة ٍ … أسفُّ إلى أمثالها وأُسارعُ
وسومتها يسترجف الأرض مرّها … وتحيي سواد الليل والفجر طالعُ
ولولاكَ لمَ تَنْفُضْ حَشاي مَسرَّة ٌ … ولو كثرت منها إلى الذرائعُ
وأنتَ الذي لو لم أفِضْ في ثنائِهِ … تحمل عني القول ماهو صانعُ
شديدُ ثباتِ الرّأي بينَ مواطنٍ … رياحُ الخطوبِ بينهنَّ زعازعُ
وَقورٌ فإنْ لاذتْ به أرْيحيَّة ٌ … فلا الحِلمُ مَغْبونٌ ولا الجَدُّ خاشعُ
ويقظان ماضامَ التفرد حزمه … ولا قبضت من يسطتيه المجامعُ
تقصَّتْ نهاياتِ المعالي أُصولُه … وساعَفَها فرعٌ على النَّجمٍ فارعُ
كريمٌ إذا هزَّ الرّجاءُ عطاءَهُ … تقاصر باع الغيث والغيث هامعُ
رمى وله الحسادِ قرمٌ مصممٌ … بيأس تحرته النفوس النوازعُ
إذا بادَروهُ المأثُراتِ شآهُمُ … ودونَ المَدى منهمْ طليحٌ وظالعُ
ودون بلوغِ الطّالبين مكانَه … طريقٌ على ربِّ الحفيظة شاسِعُ
وكم بحثوهُ عن خَفايا عيوبهِ … فشاعت معانٍ تصطفيها المسامعُ
وما الناس إلا واحد غيرَ أنهم … تفاوَتْ منهمْ في الفِعال الطّبائعُ
فداؤك من يتلو الندى بندامة ٍ … وقد مَرَقَتْ من راحتيهِ الصَّنائعُ
بعيدٌ عن الآمال لا يستخفه … سؤال ولا يرجو عطاياه طامعُ
وهزُّوك مسنونَ الغِرارين أُخلصتْ … نواحيه واجتاحت قذاه الوقائعُ
ولمّا نَبَتْ آراؤهمْ وأَظَلَّهم … منَ الأمرِ مسوَدُّ المخايلِ رائعُ
تداركْتَهمْ والشَّملُ قد رثَّ حبلُهُ … وأضرب عن مستشرى الخرق راقعُ
بعزم به مستسلف النصرِ كافلٌ … حزمٌ به مستأنف النجحِ تابعُ
كفيتَهمُ الدَّاني وشَيَّعْتَ مامضَى … برأي توخاه الذي هو واقعُ
يجرُّ أباطيلَ الحديثِ إذا ارتقَى … إلى فَهمِهِ ذكرٌ لمجدِك شائعُ
إذا أبْهَتَتْه من مَساعيك خَلَّة ٌ … تمنَّى لها أنَّ العيونَ هواجعُ
ندبت له حلماً يداوي شروره … وبعضُ الحِجافي مُلتَوي الجهلِ ضائعُ
تراخ وخفّض من همومك فالذي … تطالبُهُ الآمالُ ما أنتَ جامعُ
وقد راجعت تلك الأمور وأقبلت … إليك بما تهوى سنون رواجعُ
وخلفُ الذي ارخى به الدّهر كفّه … حقوقٌ لها هذي الوفود طلائعُ
نضوت زمان الصّوم عنك كما نضا … رداء الحياسبط من الروض يانعُ
وماالعيد إلا ما صبحت طلوعه … وبلَّجهُ فجرٌ بوجهك ساطعُ
وهنيته عمر الزمان مسلماً … يفوت الردى أو تختطيك الفجائعُ