لعل النوى تدنو فتجتمع الشمل – محمد حسن أبو المحاسن
لعل النوى تدنو فتجتمع الشمل … فلا عيش الا من وصالك لي يحلو
فدى لك نفسي كيف ما شئت فاحتكم … فمثلك لا يسلى ومثلي لا يسل
وما أنت ذو مثل فاسلو بغيره … لأنك ذو حسن يعز له المثل
يلوم على فرط المحبة عاذل … واضيع شيء في محبتك العذل
إذا كان حكم الذات اشرف مبدأ … فحكمك يا ذات الجمال هو العدل
حياتي ولا من عليك لك الفدا … فمن واجب الحب المفاداة والبذل
وحبك اقوى إذ ينازع سلوتي … واصلح فليبق الهوى إنه الأصل
وما أنا إلا عاشق قد تقاسمت … هواه المعالي الغر والحدق النجل
وما اختلفت سبل الهوى غير انني … أواصل نهجاً فيه تأتلف السبل
معاني جمال غير ما افتتنوا به … فلا حور العينين منه ولا الكحل
يقولون حد العشق حب مخامر … وذلك جنس والثبات له فصل
إلى الفضل يعزو نفسه غير واحد … وما كل معزو يقر له الفضل
وكم مدّع حب الحقيقة وحده … وليس له منها دنو ولا وصل
وما أسعدت سعد هواه بنظرة … ولا جاملته في محبتها جمل
ومن كان ذا رهط فأهل طريقتي … هم الرهط لي دون الأقارب والأهل
رجال قليل غير ان غناءهمز … كثير فلا صير عليهم إذا قلوا
وقد سامهم عز الحياة نفوسهم … فاعطوه منها ما يعز وما يغلو
وفي الناس قوم كلما ذر شارق … لهم صبغة يبدونها ولهم شكل
غرسنا لهم مجداً فعدوا جناية … لهم غرسنا حتى اجتنوا منه ما يحلو
فان تك قيس اخطأت بقياسها … فما ذهلت عما تحاوله ذهل
ولي نفس حر لا تقر ظلامة … إذا اسرى غيري الظلامة والذل
وصارم عزم لا يكل غراره … قراعاً ولا يخشى على حده الفل
وعندي من الأخلاق مالا يذمه … جليس ولا يخشى بوادره الخل
وأكرم اخلاق الفتى البأس والندى … وألامها جبن النقيبة والبخل
واسنى العطايا والمواهب كلها … هو العلم ينميه وينمو به العقل
ولا عيب في حلم سوى أن أهله … يضامون الا أن يحوطهم الجهل
أويت إلى ظل الشباب فطاب لي … به العيش لكن لم يدم ذلك الظل
أرى الشعرات البيض رسل منية … إذا كذبت رسل تعززها رسل
وقلت لضيف الشيب إذ حل نازلا … لك البشر عندي والكرامة والنزل
فأنت الذي اتحفتني بنفائس … هي الحزم والتدبير والحلم والنبل