كيفَ أصغي للعاذلينْ – ابن سهل الأندلسي

كيفَ أصغي للعاذلينْ … مَعَ صَبرِي للعاذِلَينْ

إنَّ خصمي لدى الشجى … في هواهُ قلبٌ وعينْ

أنا في الحبّ صادقٌ … أنَا صبٌّ بشاهِدَينْ

فإذَا رُمتُ سَلْوَة ً … حيل ما بَيْنَنا بِذَينْ

وأنَا كابنِ هانِىء ٍ … في الصِّبا حِلفُ سكرتَينْ

قامَ عُذري بحسنِ مَن … همتُ فيه من غيرِ مينْ

بَدْرِ تِمٍّ مُركَّب … في قَضِيبٍ مِنَ اللُّجينْ

وجههُ الروضُ والحيا … مِنْهُ مَعْسولُ ريقتينْ

حُسْنُ ريحانَتَيْهِ قَدْ … زادَ ضعفاً بالجنتينْ

لَوْ حَباني من رِيقِهِ … كانَ ترياقَ عَقْرَبينْ

زينَ اللهُ خدهُ … لِعَذابي بِشَامَتَينْ

ذاكَ كَيْما يَفوزَ مِنْ … شِيمَة ِ الحُسْنِ باثْنَتينْ

كان فرداً لأجْلِ ذا … مَلَكَ الحُسن مَرّتينْ

فَلِكُلٍّ علامَة ٌ … وَهْوَ يَحْوِي عَلامَتينْ

كيفَ أخشى اشتراكه … وَهْوَ قد حازَ رقّتَينْ

لا يَرَى الشيءَ مُشكلاً … وَهْوَ يَقْرا لبينَتينْ

و دليلي على الذي … قُلْتُهُ ذُو الوزَارتينْ

لفظَة ٌ لا تَرى لها … في الأنامِ مُسَمَّيَينْ

فهو يختصُّ واحد … ً ليسَ بالعدوتينْ

سَيّداً مِنْ قضاعة … خَيرَ سامٍ مِنْ سَيّدينْ

أخذ الجود والعُلا … شَخْصُهُ بالوِرَاثَتينْ

مِنْ أبِيهِ وجَدّهِ … فهو حسنٌ ذو حسنيينْ

مثلُ بسارين في … أساليفِ النيرينْ

لو بغى المجدَ فوقهُ … أصبحا فيهِ فرقدينْ

إنّني مقسمٌ بِهِ … والمصلّى والمأزمينْ

لا يوازيهِ في العلا … و بهِ …. القضيتينْ

موئِلي يا أبَا عَلي … يا رجائي من كلَّ أينْ

قَدْ كَفاني ما حَلَّ بي … مِنْ خمولٍ وفرطِ بينْ

و اطراحي لكلَّ دينٍ … و أخذي لكلَّ دينْ

لا تدعني بعدَ الجفا … أتمنّى خُفَّيْ حُنينْ

أنتَ تدري سريرتي … دونَ شكٍّ، باسمٍ وعينْ

وشهيدي في كلِّ ما … أدعيهِ فتى رعينْ