قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان – امرؤ القيس

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان … وَرَسْمٍ عَفتْ آياتُه مُنذُ أزْمَانِ

أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحت … كخطٍّ زبور في مصاحف رهبان

ذكَرْتُ بها الحَيَّ الجَميعَ فَهَيّجَتْ … عقابيل سقم من ضمير وأشجان

فَسَحّتُ دُموعي في الرِّداءِ كأنّهَا … كُلى ً من شَعِيبٍ ذاتُ سَحٍّ وَتَهْتانِ

إذا المرءُ لم يخزن عليه لسانه … فَلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بخَزّانِ

فإما تريني في رحالة جابر … على حرج كالقرّ تخفقُ اكفاني

فَيا رُبّ مَكرُوبٍ كَرَرْتُ وَرَاءَهُ … وعانٍ فككت الغلَّ عنه ففداني

وَفِتيانِ صِدْقٍ قد بَعَثْتُ بسُحرَة ٍ … فقاموا جَميعاً بَينَ عاثٍ وَنَشْوَانِ

وَخَرْقٍ بَعِيدٍ قد قَطَعْتُ نِيَاطَهُ … على ذاتِ لَوْتٍ سَهوَة ِ المشْيِ مِذعانِ

وغيث كألوان الفنا قد هبطتهُ … تعاونَ فيه كلّ أوطفَ حنانِ

على هَيكَلٍ يُعْطِيكَ قبلَ سُؤالِهِ … أفانينَ جري غير كزّ ولا وانِ

كتَيسِ الظِّباءِ الأعفَرِ انضَرَجَتْ له … عقابٌ تدلت من شماريخ ثهلان

وَخَرْقٍ كجَوْفِ العيرِ قَفرٍ مَضَلّة ٍ … قطعتُ بسام ساهِم الوجهُ حسان

يدافعُ أعطافَ المطايا بركنه … كما مال غصْنٌ ناعمٌ فوْق أغصَانِ

وَمَجْرٍ كَغُلاّنِ الأنَيْعِمِ بَالِغٍ … دِيَارَ العَدُوّ ذي زُهَاءٍ وَأرْكَانِ

وَحَتَّى تَرَى الجَونَ الَّذي كانَ بادِناً … عَلَيْهِ عَوَافٍ مِنْ نُسُورٍ وَعِقْبانِ