في حَمِى الرِّبع ضَعوني – ابن شيخان السالمي

في حَمِى الرِّبع ضَعوني … فَصَلت نُـوقُ الظّعـون

حرَكتْ منـي المطايـا … بالنـوى كـلَّ السكـون

ليس يُطفي نارَ شوقـي … بعدهـم مـاءُ عيونـي

إنَّ أحبـابـي لـمَّــا … رحلـوا مـا أنصفونـي

تركـوا قلبـي صريعـاً … وأفاضـوا لـي جفونـي

نكّـروا حبـي ضـلالاً … ومضـوا لا يعرفـونـي

كنتُ للوصـل مضافـاً … ثـمَّ عنهـم حذفـونـي

هكـذا حرمـة مــوُفٍ … ثابـتِ العهـد أمـيـنِ

ذا الوفا في الوصل والهج … ر جميـعـاً يجـدونـي

غـدر النـاس وخانـوا … وأسـاؤا فـي الظنـونِ

في الوفا صرتُ طريحـاً … بيـن أسبـاب المَنـونِ

والوفـا والصـدق قَـلاَّ … في الزمـان الحَيْزبـونِ

فاطـرح النـاسَ فهـم … أهْـل بلايـا وفـتـونِ

وأدرع في الدهر صبـراً … فهـو مثـل المنجنـون

بَـرِّد المـاءَ وزوِّجــه … ببـنـت الـزَرَجــونِ

والعذارَ اخلعْـه وانشـر … فيـه رايـاتِ المجـون

وانظر الزهـرة علـي … اء الهـلال المستبـيـن

مثلمـا تكتـب خـطـا … نقطة مـن فـوق نـون

وابتكـر باللهو فالـشـم … س بدت فـوق القـرون

خلتُ تيمور كساها الـنّ … ور من ضـوء الجبيـن

مـلـك رب المعـالـي … محكـم المجـد رصيـن

ملـك تسمـو مسَاعـي … ه ببـرهـان مـبـيـن

ملـك تهمـي الأيـادي … منـه كالسيـل الهتـون

ملـك أبلـجُ لا يــص … دأ مـن مـرِّ السنـيـن

وهـب المـال مشاعـاً … وهو ذو عِرَض مصـون

يوسـع النـازل مــن … مـلء جِفـانٍ وجُفـون

يَعتريـه عنـد بـذل ال … مـال أمثـال الجنـون

فهو كالقطـر وكالبحـر … وكالـدهـر الكـمـيـن

سيـف مجـد شحذتـه … زُبْـرةً أيـدي القيـون