في الغرفة الصرعى – عبدالله البردوني

شيء بعيني جدار الحزن يلتمع … يبهمّ ، يخبر عن شيء ، ويمتنع

يريد يصرخ ، ينبي عن مفاجأة … لكنّه قبل بدء الصوت ، ينقطع

يغوص يبحث ، في عينيه عن فمه … تغوص عيناه فيه ، يقتفي ، يدع

عمّا يفتّش ؟ لا يدري ، يضيع هنا … يقوم يبحث عنه ، وهو مضطجع

يومي إلى السّقف ، تسترخي أنامله … تمتدّ كالدود ، كالأجراس تنزرع

من أين يا باب يأتي الرعب ؟ تلمحه … من أيّ زاوية ، يعشوشب الوجع

يمشي على فمه ، هذا السكون ، على … أطراف أرجله ، يهوي ويرتفع

يصفرّ كالسلّ ، يهمي من عباءته … ينحلّ كالقشّ كالأسمال يجتمع

كمومس ، باغت البوليس مرقدها … كمقبلين على أشلائهم ، رجعوا

كميتين ، يمدّون الأكفّ إلى … موت جديد يمنّي ، وهو يبتلع

الصمت يسقط ، كالأحجار باردة … على الزوايا ، ولا يشعرن ما يقع

تصغي إلى بعضها الجدران ، واجفه … تئنّ تحمرّ ، كالقتلى وتمتقع

في هذه الغرفة الصرعى ، أسى قلق … يطول يحزن ، من فوضى غرابته

الحزن يحزن ، من فوضى غرابته … فيها ويفزع ، من تهويشه الفزع