جريح – عبدالله البردوني
لا تسل عن أنينه و سهاده … إنّ في جرحه جراح بلاده
إنّ في جرحه جراحات شعب … راكد الحسّ حيّه كجماده
ثائر يحمل البلاد قلوبا … في حشاه و شعلة في اعتقاده
وهب الشعب قلبه ودماه … و أحاسيسه و صفو وداده
فهو أصواته إذا ضجّ في النّـ … اس و نجوى ضميره في انفراده
إنّه ثائر يريد و يسمو … فوق طاقاته … سموّ مراده
أوقد الحقد في حناياه ثارا … عاصفا يستفزّ نار زناده
فمضى و العناد في مقليته … صارخ ، و الجحيم في أحقاده
و تلقى الرصاص من كلّ فجّ … و هو ما زال في جنون عناده
كلّما أومأ الفرار إليه … أمسكت قبضة الوغى بقياده
و تحدّى الحتوف حتّى تلظّت … حوله و انتهت بقايا عتاده
عاد كالسيف حاملا من دماه … شفقا يخبر الدنا عن جلّاده
و الجراح التي تراها عليه … كالعناوين في سجلّ جهاده
وارتمى في الفراش و التأر فيه … ساهر ينذر الوغى بمعاده
لم ينم لحظة و إن نام هزّت … ذكريات الوغى سكون وساده
و تلظّت فيه الجراح فأوهت … جسمه وانطفى حماس اعتداده
يسأل الصمت و المنى كيف يشفي … كبرياء الجراح من جلّاده
فهو بين الطموح و العجز و الأشـ … واق كالصقر في يدي صيّاده
لا تلمه إذا شكا إنّ شكواه … و أنّاته دخان اتّقاده
إنّ أنفاسه غبار و جمر … من شظايا فؤاده ورماده
كلّما قابل آه أو صعّد الأنفـ … اس شاهدت قطعة من فؤاده
و إذا صاح جوعه في الحنايا … فرقات المنى بقيّة زاده
عمره المدلهمّ سجن وينكي … جرحه أنّ عمره في ازدياده
فهو يشقى في يقظة العين با … لعشب و يشقى بحلمه في رقاده
ملّ طول الحياة لا نال منها … ما يرجّي و لا دنا من حصاده
و الشقيّ الشقيّ من ملّ طول … العمر و العمر لم يزل في امتداد ه