غدوت وقد أزمعت وثبة ماجد – الفرزدق
غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ … لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ، … وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنى … وَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُ … وَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياً … بمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْ … عَلَيّ، فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍ … وَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌ … أبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا
وَلمّا دَعاني، وَهوَ يَرْسُفُ، لمْ أكُنْ … بَطِيئاً عَنِ الدّاعي، وَلا مُتَوَانِيَا
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي، وَرُبّما … شَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَه … فأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍ … مُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْ … ولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا