غداً سوف ألقى من حياتي نعيمها – زكي مبارك
غداً سوف ألقى من حياتي نعيمها … وأمرح في روض الهوى وأجول
وأقتل أحزاني وأحيى بشاشتي … ويسمع منى فاتني فأقول
ألا إن نجوى الحب بيني وبينه … وقد غاب عنا كاشحٌ وعذول
رياضٌ من اللذات يهفو نسيمها … فيحيا به المشتاق وهو قتيل
غداً سوف يبدو لي النعيم بأسره … أقل من المنشود وهو جليل
تساورني الأوهام في كل لحظةٍ … أميل بها خفاقة وتميل
حذار غد أخشى من الخلف في غد … فإن الذي أرجو نداه بخيل
ثلاثون وعداً قد مضينَ كواذباً … فلم يشف منها للفؤاد غليل
أوعدُ غد يا قلب يصدق ليته … ليبرؤ من داء الجفاء عليل
أمنّى فؤادي بالأحاديث في غدٍ … إذا ضمنا عند السرار مقيل
غدٌ أين مننى في الغرام صباحهُ … فإن انتظاري شمسه سيطول
سأقطع ليلى بالأماني أديرها … أقول لها ما أشتهى وتقول
سأبدع في تصوير أحلامنا غداً … ونحن بفردوس الوصال حُلول
غداً سوف أقضى إن بقيت إلى غد … ديون فؤاد حملهن ثقيل
سأوقد نيران المعاني يشبها … جوى في ثنيات الفؤاد دخيل
ألا ليت حظى من غد أنني غداً … أميل مع الأهواء حيث تميل
فأجهل مرات وأحلم مرة … وأزأر من وجدى غداً وأصول
تقول الأماني إن ميعادنا غدٌ … وبعض الأماني الواعدات مطول
إلى اللَه أشكو وقدة الحزن في غدٍ … إذا ضاع ميعادٌ وخان خليل