خلا جيبي ففارقني رفاقي – زكي مبارك

خلا جيبي ففارقني رفاقي … بما في الجيب يقترب الرفاق

أحباء ولا مال فهذا … وحق الحب حال لا يطاق

زمانك حشوه غدر ولؤم … وإخوان شريعتهم نفاق

إذا اثريت كانوا كل يوم … ضيوفك والمكان لهم رحيب

وإن أجديت طاروا عنك لطفا … فما للطير عيش في الجدوب

وأدبني الزمان وما أراني … بهذي الحال أدبني الزمان

لقد أصبحت مما قد جنيتم … أرى ماء المدامع من شرابي

سقاني الدهر كأس الحزن صرفا … فكنتم في زماني من صحابي

زمان أنتمو فيه زمان … قريب العهد من لمح السراب

ولولا صبوة مني لهنتم … وكان الهجر معسول الرضاب

سأنسى كيف أنسى لست أدرى … ففي النسيان أكواب العذاب

وشاب الرأس من وجدى وحبي … فأخفيت الذوائب بالخضاب

وعدت فلم أجد للشيب عذرا … فإني راغما ولي شبابي

قصائد في البلاغ تقول إني … فتى في حبه الطاغي جهول

وما ذنبي وأحمالي ثقال … بهن بكى لأحمالي العذول

شقينا في محبتنا أجيبوا … فما لي في الشكاية ما أقول

لعل اللَه يدركني بلطف … ومن روض المعارف أستقيل

وزارتنا بغت ظلما علينا … فليس بها صديق أو خليل

زكى في وزارته غريب … فلا تستنكروا شكوى الغريب