فقدتُ وما فقدتُ سوى صديقٍ – زكي مبارك
فقدتُ وما فقدتُ سوى صديقٍ … أعزّ عليّ من نثرى وشعري
أديبٌ كان كالعسل المصفّى … وأقوى في نهاه من المعرى
جنَت دنياه ما شاءت عليه … فجازاها بلحنٍ منه بكر
تأيّم لا تساكنه عروس … فما يسمو إليه أيّ صهر
أديبٌ كانت الدنيا لديه … بدائع من زجاجات وخمر
ولحناً من أغاريد القوافي … فقل ما شئت من فن وسحر
صديقي كان وا اسفى عليه … على المفطور من بر وطهر
أإبراهيم متّ أجب فإني … أكذب كل يوم ما يقال
حملت النعش أستوحي لظاه … وأسأل ما المآب وما المآل
غريباً متّ في بلد غريب … له في كل معركة صيال
بمصر دفنت يا روحاً عزيزاً … فريداً لا يقام له مثال
قد كان صوتك في الهتاف يطربني … ويبعث الشوق في أعماق وجداني
دكتور يا دكتور دكتور يا دكتور … اسمع ندائي فهذا وحي أشجاني
كنا ضيوفاً لديه وهو معتكفٌ … بذلك البيت أو في ذلك الخان
فتىً كريمٌ طروب الروح منشرح … أكاد أحسبه من بعض ألحاني