عَشِيّة َ أعْلى مِذّنَبِ الجِوْفِ قادَني، – جرير
عَشِيّة َ أعْلى مِذّنَبِ الجِوْفِ قادَني، … هوى كادينسي الحلمَ أو يرجعُ الجهلا
عَشِيّة َ تَعصِني غُرُوبُ مَدامِعي، … و إنْ قلتُ أحياناً لعبرتها مهلا
و ما خفتُ وشكَ البينْ حتى رأيتهمْ … لظَعنِهِمُ رَدّوا الغُرَيْرِيّة َ البُزْلا
أُحِبّ لِحُبّ العَاصِمِيّة ِ مَعشَراً … منَ الناسِ ما كانوا صديقاً ولا أهلا
وَأرْعاهُمُ بالغَيبِ مِن أجلِ حُبّها، … وَأُوليهِمُ منّي الكَرَامَة َ وَالبَذْلا
لَقد جمحتْ عِرْسُ الفَرَزْددَقِ والتَوَى … بحدراءَ قومٌ لمْ يروهُ لها أهلا
رأوا أنَّ صهرَ القومِ عارٌ عليهمْ … وَأنّ لِبِسْطامٍ عَلى غالِبٍ فَضْلا
دعتْ يالَ ذهل رغبة َ عنْ مجاشعٍ … وَهَلْ بَعدَها حَدْرَاءُ داعيَة ٌ ذُهْلا
وَفِيمَ ابن ذي الكِيرَينِ من بيتِ خالد … و هلْ يجمعُ البيتُ اللخنانيصَ والنحلا
و لو رقعتْ كيريكَ كانتْ كظاعن … من الغَيثِ يَختارُ الجُدوبَة َ وَالمَحلا
فَقَدْ مُنِعَ القَينُ الجَوَازَ وَقد يَرَى … لشَيبانَ عَينَ الماء وَالعَطَنَ السّهْلا
هُمُ مَنعُوا عرْسَ الفَرَزْدَقِ وَالتَوَوْا … عَلَيْهِ فَلاقَى دُونَها عَتَباً بَسْلا
وَمَا رَدّ قَوْمُ الْحوْفَزَانِ عَلَيْكُمُ … ظُلامَى وَما قالوا لصَاحِبِهِمْ مَهْلا
وَقَدْ باتَ مُغْتَرّاً بحَدْرَاء قَيْنَكُمْ، … وَنامَ وَلم يَجْعَلْ على قَيْدِها قُفْلا
وَنَامَ وَما أسرَى وأسرتْ وَأصْبَحَتْ … تَأمّلُ، مِنْ أنْقاء أسْنُمَة ٍ، رَمْلا
فَقدْ عوفيَتْ حَدراءُ شَيبان أن تُرَى … حليلة َ قينٍ أوْ يكونَ لها بعلا
غذا فوزتْ عنْ مسحلانِ ودافعتْ … بشيبانَ لاقى القينُ منْ دونها شغلا
وَهُمْ نَزَعوا بالرّوْعِ قلبَ ابن حابسٍ … كما استوفضتْ خيلٌ بكتبها الا بلا
غضبتَ علينا أنْ منعنا مجاشعاً … قَديماً مَعِينَ الماء فاحتَفَرُوا الضَّحلا
إلا إنما جرتْ على خوفِ مالكٍ … قُلُوبٌ تَساقَينَ النّوَاكَة َ وَالجَهلا
و قدْ طالَ أبسى قبلَ ذاكَ مجاشعاً … بحدراءَ يلقونَ الصواعقَ والأزلا
وَمَا نَوّخُوها قَيْنَكُمْ آلَ ضَوْطَرٍ … لألأم مَنْ يَحذى على قَدَمٍ نَعْلا
وَمَا رَغِبُوا في صِهْرِ آلِ مُجاشِعٍ … وَمَا إنْ رَأوْا شكلَ القيونِ لهم شكلا
أبعدَ ترامينا ثلاثينَ حجة ً … فقد صِرْتَ يا ابنَ القَينِ لا تدرِك التبلا
إذا ما تَرَاجَعنا صَكَكْتُكَ صَكّة ً … تَرَى بَعدَ تَزْيِيلِ العِظامِ لها دَحْلا
و حبلكمُ غرَّ الزبيرَ فلمْ يكنْ … ليلأمنَ جارٌ بعدهُ لكمُ حبلا
قِفُوا فاسألوا الأقوَامَ مَن يُنهلُ القَنَا … و منْ يكشفُ البلوى ومنْ يمنعُ الأصلا
وَمَنْ يَقتُلُ الأبْطالَ وَالخَيلُ تَنبرِي … بفرسانها وردَ القطا غللاً ضحلا
ألا رُبّ جَبّارٍ سَلَبْنَاهُ تَاجَهُ، … فأصْبَحَ فِينَا عانِياً يَشتكى الكَبْلا