عميدٌ أُصِيبَ عَنْ عَمْدِ – ابن سهل الأندلسي

عميدٌ أُصِيبَ عَنْ عَمْدِ … وأغْرَتْ بِهِ الهوَى غُرَّهْ

من هيفا صادتْ قلوبَ الصيدْ … لم تتركْ لمنْ سلا عذرهْ

محيّاً قَدْ لاحَ للزهْرِ … عنْ لحظٍ مبهوتْ

خطَّ الحسنُ منهُ في سطرِ … جواباً لِكُلِّ تعنيتْ

أوفى في الجمالِ وفي السحرِ … عَلى يوسُفٍ وهَارُوتْ

يُهْدي غُنْجُ لحظِهِ المُرْدي … حِماماً يباحُ مِنْ نَظْرَهْ

و يهدي من خدهِ التوريدْ … عقيقاً يُصَاغُ مِنْ دُرَّهْ

فتاة ٌ مسواكها يَشْهدْ … بشهدٍ لم يدره الرشفُ

أرى وردَ خدها ورد … دموعي فهيَ دمٌ صِرفُ

صفاتٌ حظُّ الشجي المكمد … منهنَّ الغرامُ والوصفُ

وبردُ الغَليلِ في البردِ … مَيّادٌ تجني المُنى زَهرَهْ

و جيد يغني عن القليدْ … كجيدِ الغزالِ في وجرهْ

دمي في حكم الهوى طلاَّ … بقدٍّ كالغصنِ إذ طلاَّ

وبِهِ خافق الحَشا حَلاَّ … و عن وردِ وصلهِ حلاَّ

حمتني صفية الوصلا … بِنَفْسي نارَ الأسى تصلى

مهاة ٌ جارتْ على الأسدِ … بعضبٍ مضاؤهُ الفترهْ

و غصنٍ غضَّ الجنى أملودْ … أطاعَتْ سُمْرُ القنا أمرَهْ

فجعتَ الرقيبَ والعاذلْ … حتى قَدْ رحمتُ عُذَّالي

صدرُ مَنْ فؤاده عاطِلْ … و خدُّ منْ بدمعهِ حالي

سؤالي وقفٌ على باخلْ … وحبّي وقفٌ على سالي

لو نال الصبا لظى وجدي … لعادَتْ أنفاسُها زفرَهْ

أو الوُرقَ ما بَكَتْ تغريدْ … بلْ فاضتْ آمالها عبرهْ

جنيتُ الحِمامَ من غرسِ … ألحاظي في روضِ مرآها

بِنَفْسي وأينَ لي نَفْسي … زَوَاها عنّي مُفَدّاها

مهاة ٌ تقولُ للشمسِ … إذا واجهتْ محيَّاها

تحكي منَ السما خدي … يا ختي اشْ ذا الحسدْ وذا القدرهْ

توفي ما عليكِ بجيد ان جيدْ … تراهُ الشموسْ بعينْ حسرهْ