أجَذْوة ٌ تُشْعَلْ – ابن سهل الأندلسي

أجَذْوة ٌ تُشْعَلْ … أم بنتُ دنٍّ تشرقُ

هذَّبها الحسنُ … فنارها لا تحرقُ

للهِ منْ بكرِ … شابتْ ولم تنسَ الخفرْ

لها نا الزهرِ … و طيبُ أنفاسِ الزهرْ

في رقة ِ الفكرِ … لكِنّها تُنْسي الفِكَرْ

فاشرب دعِ العذلْ … بما شَرِبْنا يَشْرَقوا

واجهرْ فإن ظنّوا … بِنا مجوناً حَقّقوا

أحببْ بهِ شربا … حلو التجني والجنى

مُعَذِّباً عَذْبا … يا حسنه لو أحسنا

قد أخجل القضبا … و الورقَ سجعاً وانثنا

حَياة ُ مَنْ قبَّلْ … وسحرُ من يستنطقُ

وشَمْسُ مَنْ يرنو … ومِسكُ مَنْ يستنشقُ

سناتُ عينيهِ … أهدتْ إلى عيني السهرْ

و غصنُ عطفيهِ … أبدعَ في حُسن الثمرْ

فلتجنِ خديهِ … إن ساغَ أن تجني القمرْ

و البدرُ لا يبذلْ … إلاّ لعينٍ ترمقُ

شعاعهُ يدنو … و شخصهُ لا يلحقُ

دعْ زهرة َ الثغرِ … فهيَ التي تجني المهجْ

ثنا أبي عمرو … ألَذّ أو أذكى أرجْ

حدِّثْ عن البحرِ … أوْ عن نَداه، لا حَرَجْ

قد ارتوى الممحلْ … فالصلدُ روضٌ مونقُ

و نورَ الدجنُ … وكلُّ غربٍ مَشْرِقُ

راقَتْ أبا يحيى … فالمدحُ فيهِ كالنسيبْ

تَعْشَقُهُ الدُّنيا … و حلمهُ مثلُ الرقيبْ

غنّتْ وقَدْ أعْيا … لما دعتهُ أن يجيبْ

خلَّ الرقيبْ يعملْ … راي ودعني نعشقُ

غذا منعْ منو … يمنعني يضا انْ نشتقُ