عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ – ابن عنين

عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ … فتخضلَّ أثباجُ الحمى ورحابهُ

وتسري الصباي جانبيه عليلة ً … كما فتقتْ من حضرميّ عيابهُ

خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى … للمياءَ طيفاً يزدهيني عتابهُ

فيا من لراجٍ أنْ تبيتَ مُغِذَّة ً … ببيداءَ دونَ الماطرونَ ركابهُ

إذا جبلُ الريُّانِ لاحتْ قبابهُ … لعيني ولاحتْ من سنيرِ هضابه

وهبَّتْ لنا ريحٌ أتتنا من الحِمى … تحدثُ عمّا حمّلتها قبابه

وقامتْ جبالُ الثلج زُهراً كأنها … بقيَّة ُ شيبٍ قد تلاشى خضابُه

ولاحتْ قصورُ الغوطتين كأنها … سفائنُ في بحرٍ يعبُّ عُبابُه

وأعرض نسرٌ للمصلَّى غديَّة ً … كما انجابَ عن ضوءِ النهار ضَبابُه

لثمتُ الثرى مستشفياً بترابه … ومَن لي بأنْ يَشفي غليلي ترابُه

ومستخبرٍ عنَّا وما من جهالة ٍ … كشفتُ الغِطا عنه فزالَ ارتيابُه

وأَذْكَرُتُه أيام دمياط بيننا … وبين العدى والموتُ تهوي عُقابُه

وجيشاً خلطناهُ رحابٌ صدورهُ … بجيشٍ من الأعداءِ غلبٍ رقابه

وقد شرقتْ زرقُ الأسنَّة ِ بالدما … وأنكرَ حدَّ المشرفيِّ قرابه

وعرَّد إلاَّ كلَّ ذمرٍ مغامسٍ … ونكَّبَ إلاّ كلَّ زاكٍ نصابه

تركناهمُ في البحر والبر لُحمة ً … تقاسمهمْ حيتانه وذئابه

ويوماً على القيمون ماجتْ متونهُ … بزرق أعاديه وغصَّتْ شِعابُه

نثرنا على الوادي رؤوساً أعزَّة ً … لكل أخي بأسٍ منيعٍ جنابُه

ورضنا ملوكَ الأرض بالبيض والقنا … فذلَّ لنا من كل قطرٍ صعابه

فكم أمردٍ خطَّ الحسامُ عذاره … وكم أشيبٍ كان النجيعَ خضابه

وكم قد نزلنا ثغرَ قوم أعزَّة ٍ … فلم نَرْتَحِلْ حتى تَداعى خرابُه

وكم يوم هولٍ ضاقَ فيه مجالُنا … صبرنا له والموتُ يُحرق نابُه

يسيرُ بنا تحتَ اللواءِ ممدَّحٌ … كريمُ السجايا طاهراتٌ ثيابُه

نجيبٌ كصدرِ السمهريِّ منجّحٍ الـ … ـسرايا كريمُ الطبعِ صافٍ لبابُه

من القومِ وضَّاحُ الأسرَّة ِ ماجدٌ … إِلى آلِ أيوبَ الكرامِ انتسابُه

ففرَّج ضيقَ الْقَوْمِ عنَّا طعانُه … وشتَّت شملَ الكفر عنّا ضِرابُه

وأصبح وجهُ الدين بعد عبوسهِ … طليقاً ولولاهُ لطالَ اكتئابه

جهادٌ لوجه اللهِ في نصر دينهِ … وفي طاعة ِ اللهِ العزيزِ احتسابُه

حميتُ حمى الإسلامٍ فالدينُ آمنٌ … تُذاد أقاصيهِ ويُخشى جنابُه

وما بغيتي إِلاَّ بقاؤك سالماً … لذا الدينِ لا مالٌ جزيلٌ أُثابُه