عسى أسد أن يطلق الله لي به – الفرزدق

عَسَى أسدٌ أنْ يُطْلِقَ الله لي بِهِ … شَبَا حَلَقٍ مُستَحكِمٍ فوْقَ أسوْقي

وَكَمْ يا ابن عَبد الله عَني من العُرَى … حَلَلْتَ وَمِنْ قَيْدٍ بساقيّ مُغْلَقِ

فَلَمْ يَبْقَ مني غَيْرَ أنّ حُشَاشَةً، … مَتى ما أُذَكَّرْ ما بساقيّ أفْرَقِ

أسَدَّ لَكُمْ شُكْراً وَخَيرَ مَوَدّةٍ، … إذا ماالتَقَتْ رُكبانُ غَرْبٍ ومشرقِ

فإنّ لِعَبْدِ الله وابْنَيْهِ مَادِحاً … كَريماً فَما يُثْنِ عَلَيْهِمْ يُصَدَّقِ

مِنَ المُحْرِزِينَ السّبْقَ يَوْمَ رِهَانِهِ … سَبُوقٍ إلى الغايات غَيرَ مُسَبَّقِ

همُ أهلُ بيتِ المجدِ حيثُ ارْتقتْ بهمْ … بَجِيلَةُ فوْقَ النّاسِ من كخلّ مُرْتَقِ

مَصَاليتُ حَقّانُونَ للدّمِ، وَالّتي … يَضِيقُ بهَا ذَرْعاً يَدُ المُتَدَفِّقِ

وَمَنْ يَكُ لمْ يُدرِكْ بحَيثُ تَناوَلَتْ … بَجِيلَةُ مِنْ أحسابها حَيْثُ تَلتَقي

بَجِيلَةُ عنْدَ الشّمسِ أوْ هي فَوْقَها، … وإذْ هيَ كالشّمسِ المُضِيئَةِ، يُطرِقِ

لَئِنْ أسَدٌ حَلّتْ قُيُودِي يَمِينُهُ … لَقَدْ بَلَغَتْ نَفْسي مكانَ المُخَنَّقِ

بهِ طَامَن الله الّذِي كَانَ نَاشِزاً، … وَأرْخَى خِناقاً عن يَديْ كلّ مُرْهَقِ

نَوَاصٍ مِنَ الأيْدِي إذا ما تَقَلّدَتْ … يَشِيبُ لِا مِنْ هَوْلها كُلُّ مَفْرَقِ

أرى أسَداً تُسْتَهْزَمُ الخَيْلُ باسْمِهِ … إذا لحِقَتْ بِالعَارِضِ المُتَألِّقِ

إذا فَمُ كَبْشِ القَوْمِ كانَ كَأنّهُ … لَهُ فَمُ كَلاّحٍ منَ الرّوْعِ أرْوَقِ