عرفتَ صبابة هذي النياقِ – عبدالغفار الأخرس

عرفتَ صبابة هذي النياقِ … فما لكَ تسأل عن دائها؟

كأَنَّك لم تَدْرِ أَنَّ الهوى … دواها وجالبُ ضرّائها

أُعيذك ممّا بها يا هذيم … غرامٌ أقام بأحشائها

نَأَتْ عن منازلها في الغميم … سقتها السماءُ بأنوائها

وأَجْرَتْ مدامعها حسرة ً … على النازلين بجرعائها

ألا صبَّح الغيث تلك الديار … وحيّى منازلَ أحيائها

فما هي إلاَّ منى العاشقين … تلوح الدّيار بأرجائها

فخلِّ المطيِّ على ما بها … ووافقْ تخالفَ أهوائها

لئن وقفتْ بك في الرقمتين … وقفتَ على بعض أدوائها

فما عرفتْ أوجه المغرمين … لعمرك إلاّ بسيمائها

وإنّك إنْ تَعْذِلِ الوامقين … فإنَّك أكبر أعدائها