عجبا لطيف خيالك المتعاهد – البحتري

عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَعَاهِدِ، … وَلوَصْلِكِ المُتَقَارِبِ المُتَباعِدِ

يَدنُو، إذا بَعُدَ المَزَارُ، وَيَنتَوِي … في القُرْبِ، لَيسَ أخو الهوَى بمباعد

ماذا أرَادَ مُلِمُّ طَيفِكِ، في الكَرَى، … مِنْ وَاغِلٍ بَينَ الحَوَادِثِ شارِدِ

مُتَحَيِّرٌ يَغْدُو بعَزْمٍ قَائِمٍ … في كُلّ نائبة، وَجِدٍّ قَاعِدِ

مَنْ كانَ يَحمَدُ، أوْ يَذُمُّ زَمَانَهُ … هَذا، فَما أنَا للزّمَانِ بِحَامِدِ

فَقْرٌ كَفَقْرِ الأنْبِيَاءِ، وَغُرْبَةٌ، … وَصَبَابَةٌ؛ لَيسَ البَلاءُ بِوَاحِدِ

كُفّي، فقَدْ ألْهَاهُ، عن حَرّ الهوَى، … حَدَثٌ أطَلُّ مِنَ الهَوَاءِ البَارِدِ

كَيفَ المَقَامُ بِآمِدٍ وَبِلادِهَا، … مِنْ بَعْدِ ما شَابَتْ مَفارِقُ آمِدِ

ضَحِكَتْ، فأبكَتْ عَينَ كلّ مُمَوَّه، … مُتحملٍ تَحْتَ الضّرِيبِ الجَامِدِ

يا يُوسُفُ بنَ أبي سَعيدٍ، وَالغِنى، … للمُغْمَدِ العَزَماتِ، غَيرُ مُسَاعِدِ

لَوْ شِئْتَ لَمْ تُفْسِدْ سَماحةَ حاتمٍ … كَرَماً، وَلَمْ تَهْدِمْ مَآثِر خالِدِ