طَرِبَ الحَمامُ بذي الأرَاكِ فهاجَبني؛ – جرير

طَرِبَ الحَمامُ بذي الأرَاكِ فهاجَبني؛ … لا زِلْتَ في غَلَلٍ وَأيْكٍ نَاضِرِ

شَبّهْتُ مَنْزِلَة ً بِرَاحَ، وَقَدْ أتَى … حولُ المحيلِ خلالَ جفنٍ داثرِ

نشرتْ عليكِ فبشرتْ بعدَ البلى … ريحٌ يمانية ٌ بيومٍ ماطرِ

إنْ قالَ صحبتكَ الرواحَ فقلْ لهمْ … حيوا الغزيزَ ومنْ به منْ حاضرِ

نَهْوَى الخَليطَ وَلَوْ أقَمنا بَعدَهُمْ؛ … إنّ المقيمَ مكلفٌ بالسائرِ

إنَ المطي بنا يخدنَ ضحى عدٍ … وَاليَوْمَ يَوْمُ لُبَانَة ٍ وَتَزَاوُرِ

سنحَ الهوى فكتمتُ صحبي حاجة ً … بَلَغَتْ تَجَلُّدَ ذي العَزَاء الصّابِرِ

جزعاً بكيتْ على الشبابِ وشاقني … عِرْفَانُ مَنْزِلَة ٍ بجِزْعَيْ سَاجِرِ

أمّا الفُؤادُ، فَلَنْ يَزَالَ متَيَّماً … بهوى جمانة َ أو بريا العاقرِ

طَرَقَتْ بمُخْتَرَقِ الفَلاة ِ مُشَرَّداً، … جعلَ الوسادَ ذراعَ حرفٍ ضامرِ

يا أُمّ طَلْحَة َ مَا لَقينَا مِثْلَكُمْ … في المنجدينَ ولا بغورِ الغائرِ

رهبانَ مدينَ لوْ رأوكِ تنزلوا … و العصمُ منْ شعفِ العقولِ الفادرِ

لمن الحمولِ منَ الايادِ تحملتْ … كالدومِ أو ظللِ السفينِ العابرِ

يحدو بهنَّ مشمرٌ عن ساقهِ … مِثْلُ المَنِيحِ نَحَى قِداحَ الياسِرِ

قَرّبْنَ مُفْرِعَة َ الكَوَاهِلِ بُزَّلاً، … منْ كلَّ مطردِ الجديلِ عذافرِ

نَهْدِ المحالِ، إذا حُدينَ، مُفَرَّجٍ، … سبطَ المشافرِ مخلفٍ أو فاطرِ

منهُ بمجتمع الأخادعِ نابعٌ … يَغشَى الذَّفارَى كالكُحَيلِ القَاطِرِ

وَإذا الأزِمّة ُ أُعْلِقَتْ أزْرَارُهَا، … جَرْجَرْنَ بَينَ لَهاً وَبَينَ حَنَاجِرِ

زالَ الجمالُ بنخلِ يثربَ بالضحى … أوْ بالرواجحِ منْ إباضَ العامرِ

لَيْتَ الزّبَيرَ بِنَا تَلَبّسَ حَبْلُهُ، … ليسَ الوفيُّ لجارهِ كالغادرِ

وجدَ الزبيرُ بذي السباعُ مجاشعاً … للحيثلوطِ ونزوة ً منْ ضاطرِ

بَاتُوا وَقَدْ قُتِلَ الزّبَيرُ كأنّهُمْ … خورٌ صوادرُ عنْ نجيلِ قراقرِ

وَلَدَتْ قُفَيرَة ُ أُمُّ صَعصَعَة َ ابنَهَا … فَوْقَ المُزَنَّمِ بَينَ وَطْبَيْ جَازِرِ

عزبتْ قفيرة ُ في الغريبِ وراحتْ … بالكفَّ بينَ قوادمٍ وأواخرِ

عَلِقَ الأخَيْطِلُ في حِبالي بَعْدَمَا … عثرَ الفرزدقُ لالعاً للعاثرِ

لقيَ الأخيطلُ ما لقيتَ وقبلهُ … طاحَ البَعيثُ بغَيرِ عِرْضٍ وَافِرِ

وَإذا رَجَوْا أنْ ينَقُضُوا مني قُوى ً، … مَرَسَتْ قُوَايَ عَلَيهِمُ وَمَرَائرِي

و منوا بملتهمِ العنانِ مناقلٍ … عندَ الرهانِ مقربٍ ومحاضرِ

إني نزلتُ بمفرعٍ منْ خندفٍ … في أهلِ مملكة ٍ وملكٍ قاهرٍ

كانتْ فواضلنا عليكَ عظيمة ً … منْ سيبِ مقتدرٍ عزيزٍ قادرِ

ماذا تقولُ وقدْ عرفتَ لخندفٍ … زُهْرَ النّجُومِ وَكُلَّ بَحْرٍ زَاخِرِ

إنّ القَصَائِدِ قَدْ وَطِئْنَ مُجاشِعاً، … وَوَطِئْنَ تَغْلِبَ ما لهَا مِنْ زَاخِرِ

نبئتُ تغلبَ يعبدونَ صليبهمْ … بالرقتينِ إلى جنوبِ الماخرِ

يستنصرونَ بمارَ سرجسَ وابنهِ … بعدَ الصليبِ وما لهمْ منْ ناصرِ

كَذَبَ الأخَيْطِلُ ما تَوَقَّفُ خَيلُنا … عِنْدَ اللّقاء، وما تُرَى في السّامِرِ

رُجُعاً نَقُصّ لها الحَديدَ من الوَجَى … بعدَ ابتراءِ سنابكٍ ودوابرِ

سائلْ بهنَّ أبا ربيعة َ كلهمْ … وَاسْألْ بَني غُبَرٍ غَداة َ الحَائِرِ

وطئتْ جيادُ بني تميمٍ تغلباً … يَوْمَ الهُذَيْلِ غَداة َ حَيّيْ هاجِرِ

حدَرَتْكَ مِنْ شَرَفَيْ خَزَارٍ خَيلُنا، … وَالحَرْبُ ذاتُ تَقَحُّمٍ وَتَراتِرِ

خسرَ الأخيطلُ والصليبُ وتغلبٌ … وَيُكالُ، ما جمعوا، بمُدٍّ خاسِرِ

وابتَعتَ وَيْلَ أبيكَ،ألأمَ شَرْبَة ٍ … بفسادِ تغلبَ بئسَ ربحُ التاجرِ

أدّ الجِزَى وَدَعِ الفخارَ بتَغلِبٍ، … وَاخْسَا بمَنْزِلَة ِ الذّليلِ الصّاغِرِ

أُنْبِئْتُ تَغلِبَ بَعدَمَا جَدّعْتُهُمْ، … يتعذرونَ وما لهمْ من عاذرِ

وَالتّغْلِبِيّة ُ، حينَ غَبّ غَبِيبُها، … تَهْوِي مَشَافِرُهَا لشَرّ مَشافِرِ

إنّ الأخَيْطِلَ لَنْ يَقُومَ لِبُزّلٍ، … أنيابها كشبا الزجاجِ قساورِ

فينا الخلافة ُ والنبوة ُ والهدى … و ذو والمشورة َ كلَّ يومٍ تشاورِ

و رجا الأخيطلُ أنْ يكدرَ بحرنا … فأصَابَ حَوْمَة َ ذي لجاجٍ غَامِرِ

بَينَ الحَوَاجِب وَاللِّحَى مِن تَغلِبٍ … لؤمٌ تورثُ كابراً عنْ كابرِ

يا ابنَ الخَبيثَة ِ أينَ مَنْ أعدَدتُمُ … لبني فزارة َ أوْ لحيْ عامرِ

و إذا لقيتَ قرومَ فرعي خندفٍ … يَبْذَخْنَ بَعْدَ تَزَايُفٍ وَتَخاطُرِ

خليتَ عنْ سننِ الطريقِ ولمْ تزلْ … فِيهِمْ مُلُوكُ أسِرّة ٍ وَمَنَابِرِ