طلعت بغرة تحكي الهلالا – محمد حسن أبو المحاسن
طلعت بغرة تحكي الهلالا … بأرض كنت أنت لها جمالا
فأهلا بالمكارم والمعالي … نحييها ابتهاجا واحتفالا
نعيم قد اتى من بعد بؤس … وهجر منك اعقبنا وصالا
فنحن اليوم في عيش رغيد … صفا سلساله وضفا ظلالا
بشمل مثل ما نهوى جميع … وعهد مسرة وافى اقتبالا
فيا أرض الطفوف سموت قدراً … بطلعة قاسم وسعدت حالا
بأبيض في الذوائب من معد … اعدته المؤمل والثمالا
بأكرمهم واحفظهم عهوداً … وأحسنهم واطيبهم فعالا
تعين المادحين له صفات … لذلك يحسنون به المقالا
اهان المال وهو اعز شيء … وأكرم نفسه شرفا وغالي
وما ان غيرت منك الليالي … شمائلك الكريمة والخصالا
تغادر بلدة وتحل اخرى … فتحوي الحمر حلا وارتحالا
ففي سورية ابقيت ذكرا … على الشام العراق به استطالا
وفي دار السلام حللت داراً … تشد الوافدون لها الرحالا
يمين منك قد خلقت لجوج … تسح ندى إذا هبت شمالا
ولاقيت الشدائد باصطبار … وحلم قد وزنت به الجبال
ومثلك في الزمان إذا تجنى … يكون لكل مكرمة مثالا
أصاب الدهر رشدا بعد غي … وكانت عثرة ثم استقالا
وفي نقد الحوادث زدت فضلا … وصرف الدهر ينتقد الرجالا
أعاد الله أيام التلاقي … وجمع شمل ألفتنا اتصالا
فمنا من دنا بعد انتزاح … عن الأوطان أعواماً طوالا
ومنا مطلق من بعد اسر … يكابد فيه سجناً واعتقالا
فلم يدنس علي سفر وسجن … لنا عرض ولم نركب ضلالا
وقد كنا خفافا للمساعي … وان كنا على بعض ثقالا
ارى حساد مجدك في عناء … تضم صدورهم داء عضالا
إذا راموا محلك وهو سام … فأنهم يرومون المحالا
إذا ياسرت احرزت المعلى … وان اجريت احرزت المجالا
هنيئا أيها الأضحى هنيئا … فبالأشراق بشرك قد توالى
بقيت لنا بقاء البدر يسمو … سناً وتضيء طلعته كمالا
وتهتز البشائر والتهاني … بربعك وهي تختال اختيالا