طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ – الشاب الظريف
طرفٌ تعرَّض بعدَكُمْ لِهجوعِ … لا زالَ شرقٍ بفيضِ دُمُوعِ
وَجَوانِحٌ جَنَحَتْ لِغَيْرِ جَمالِكُمْ … لا بُشِّرَتْ مِنْ عَوْدِكُمْ بِرُجُوعِ
يا غائبونَ وهم بُدُورٌ هَلْ لكم … أَنْ تَسْمَحُوا لِطُوَيْلعٍ بِطُلُوعِ
أوطانُهُ ليستْ بأوطانٍ إذا … غِبْتُمْ وَلَيْسَ رُبُوعُهُ بِرُبُوعِ
وإذا حللتُم في محلٍّ مُمحلٍ … كُسيتْ مَحَاسِنُهُ بكلَّ ربيعِ
مَنْ لي بها قمريَّة ٌ قمريَّة ٌ … تسبيكَ بالمنظورِ والمَسمُوعِ
زادتْ بطرَّة ِ شعرها المفروق فو … قَ جَبِينِها في حُسْنِهَا المَجْمُوعِ
فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الذَّوائِبِ بَعْضُهَا … المَحْمُولُ جَاذَبَ بَعْضَهَا المَوْضُوعِ
قَدْ نُزِّهَ البَدْرُ المُنِيرُ وَوَجْهُهَا … والشمسُ بالتثليثِ عن تربيعِ
بَخِلَ الخيالُ بِهَا وَزَارَتْ يَقْظَة ً … فَحَظِي بِهَا سَهَرِي وَخَابَ هُجُوعي
وأَلذُّ ما كَانَ الوِصَالُ إذَا أَتَى … شَفْعاً كَمَا تَهْوَى بِغَيْرِ شَفِيعِ
فَرَفَعْتُ عَنْ تِلْكَ العُقُودِ قِنَاعَها … شرهاً ولم أكُ دونُهُ بقنوعِ
فتبسمتْ عنْ مثلِ ما في جيدِهَا … لُطفاً ففاضتْ للسُّرورِ دُموعي
فَتَوَهَّمَتْ أَنِّي بَكَيْتُ تَخَضُّعاً … فتواضعتْ جبراً لفرطِ خُضوعي
فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الِلمَامِ لِوَرْدِهَا … أَحْنُو عَلى مَجْمُوعِهَا بِجَمِيعي
لَوْلاَ الضُّلوعُ ـ عَدِمْتَهُنَّ ـ مَنَعْنَنِي … لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي
مَا كَانَ أَحْلَى في المَزَارِ دُنُوُّهَا … لَوْ لَمْ تَشُبْهُ مَرَارَة ُ التَّوْدِيعِ
كالرُّوحِ فِيهَا لِلنُفوسِ حَيَاتُها … ونِزاعُها إن آذنتْ بنزوعِ
كَمْ مَيِّتٍ بَعْدَ الفِرَاقِ حَيَاتُهُ … في قُرْبِ حَيٍّ بالعَقِيقِ جَميعِ
في منزلٍ كهلِ الثمارِ مراهِقِ الأز … هارِ مِنْ ثدي الغَمامِ رضيعِ
عاقَتْ سريعَ نسيمهِ عذباتُهُ … بالميلِ فهوَ بهنَّ غيرُ سريعِ
عُربٌ أعاجِمُ ورقُهُم تشدوا على … أَسْماعِهِمْ بالمَنْطِقِ المَسْجُوعِ
يَحْمُونَ سُمْرَهُمُ بِسُمْرٍ مِثْلَهَا … في كُلِّ ضَنْكٍ لِلْكُمَاة ِ وَسِيع
مُزجتْ دُموعُ العَاشقينَ بأرضهم … نَادَى العواذلُ فِيكَ غَيْرَ مُجَاوِبٍ
بأبي بديعٍ راقني من قدِّهِ … والثَّغر بالتوشيحِ والتوشيعِ
… ودعوا إلى السلوانِ غيرَ سَميعِ
كمْ من معينِ للدُّموعِ بذلتُهُ … بمصونِ ربعٍ من حِمَاكَ منيعِ
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ كَسَرْتَ قَلْبِي وَهُوبَيْـ … ـتُ هَواكَ حَتَّى بَاتَ في التَّقْطِيعِ