سُئِلْتُ كَثيرًا – عبدالعزيز جويدة

(1)

سُئِلْتُ كَثيرًا :

لِماذا نُحِبْ ؟

فَقلتُ : لأنَّا

خُلِقْنا بِقلبْ

ففي الحبِّ نَعرفُ مَعنى الحياةِ

ونؤمنُ أنَّ للكونِ رَبْ

سُئِلتُ :

وكيفَ يَكونُ المُحِبْ ؟

فَقلتُ : تَراهُ على كُلِّ دَربْ ..

يَذوبُ لِكُلِّ نَسيمٍ يَهُبْ

ويَبكي لِبُعدٍ ،

ويبكي لِقُربْ

كَطفلٍ يُفتِّشُ عَن صَدرِ أُمٍّ ،

وعن صَدرِ أبْ

تَراهُ شَريدًا

وفي كُل صَوبْ

كَنهرٍ تَخلَّصَ من ضِفَّتيهِ

وصَارَ بِكلِّ مَكانٍ يَصُبْ

(2)

سُئلتُ كَثيرًا :

وهلْ مِنْ دَليلٍ لِقلبٍ يُحبْ ؟

فَقُلتُ : الدَّليلُ ـ وما فيهِ رَيبْ ـ

يَكونُ التَّغيُّرُ في كُلِّ قلبْ

فَبينَ الصَّحارِي حَياةٌ تَدِبْ

فَتشْدو طُيورٌ ،

وتَنمو زُهورٌ

على كُلِّ هُدبْ

ويَخضَرُّ عُمرُكَ من بَعدِ جَدبْ

ويُصبحُ قَلبُكَ واحَاتِ عِشْقٍ

فَفي العيْنِ ماءٌ

وفي القلبِ عُشبْ

وحِينَ تَنامُ ، ومهْما تُحاوِلُ

لا تَستريحُ على أيِّ جَنبْ

(3)

سُئِلْتُ :

وهل مِن عِلاجٍ لِصَبْ ؟

فَقُلتُ : مُحالٌ

يُفيدُ عِلاجٌ لِقلبٍ أَحَبْ

فليسَ لِداءٍ مَعَ العِشقِ طِبْ

سُئلتُ أخيرًا :

وكيفَ التَّداوي ؟

فقُلتُ بِحُزْنٍ :

بِمَوتِ الحبيبِ ،

ومَوتِ المُحِبْ