سَرَتِ الهُمُومُ فَبِتْنَ غَيرَ نِيَامِ، – جرير
سَرَتِ الهُمُومُ فَبِتْنَ غَيرَ نِيَامِ، … وَأخُو الهُمُومِ يَرُومُ كُلَّ مَرَامِ
ذمَّ المنازلَ بعدَ منزلة ِ اللوى … وَالعَيْشَ بَعْدَ أُولَئكَ الأقْوَامِ
ضربتْ معارفها الروامسُ بعدنا … و سجالُ كلَّ مجلجلٍ سجامِ
و لقدْ أراكِ وأنتِ جامعة َ الهوى … نثني بعهدكِ خيرَ دارِ مقامِ
فإذا وَقَفْتُ عَلى المَنَازِلِ بِاللِّوَى ، … فاضتْ دموعي غيرَ ذاتِ نظامِ
طَرَقَتْكَ صَائِدَة ُ القلُوبِ وَلَيس ذا … وَقْتَ الزّيَارَة ِ، فارْجِعي بسَلامِ
تجري السواكَ على أغرَّ كأنهُ … بردٌ تحدرَ منْ متونِ غمامِ
لوْ كانَ عهدكِ كالذي حدثتنا … لَوَصَلْتِ ذاكَ فكَانَ غَيرَ رِمَامِ
إنّي أُوَاصِلُ مَنْ أرَدْتُ وِصَالَهُ … بِحِبَالِ لا صَلِفٍ وَلا لَوّامِ
و لقد أراني والجديدُ إلى بلى … في فِتْيَة ٍ طُرُفِ الحَديثِ، كِرَامِ
طلَبوا الحمُولَ على خواضعَ في البُرَى ، … يُلْحِقْنَ كُلَّ مُعَذَّلٍ بَسّامِ
لَوْلا مُرَاقَبَة ُ العُيُونِ أرَيْنَنَا … مقلَ المها وسوالفَ الآرامِ
وَنَظَرْنَ حِينَ سَمِعنَ رَجْعَ تحيّتي … نظرَ الجيادِ سمعنَ صوتَ لجامِ
كَذَبَ العَوَاذِلُ لَوْ رَأينَ مُنَاخَنَا … بحزيزِ رامة َ والمطيُّ سوامِ
و العيسسُ جائلة ُ الغروضِ كأنها … بقرٌ جوافلُ أوْ رعيلُ نعامِ
نصى القلوصَ بكلَّ خرقٍ ناصبٍ … عَمِقِ الفِجاجِ، مُخَرَّجٍ بقَتَامِ
يدمى على خدمِ السريحِ أظلها … و المروُ منْ وهجِ الهجيرة ِ حامِ
باتَ الوسادُ لدى ذراعِ شملة ٍ … وَثَنَى أشَاجِعَهُ بِفَضْلِ رِمَامِ
إنّ ابنَ آكِلَة ِ النُّخالَة ِ قَدْ جَنَى … حَرْباً عَلَيكَ، ثَقِيلَة َ الأجْرَامِ
خلقَ الفرزدقُ سورة ً في مالكٍ … و لخلفِ ضبة َ كان شرَّ غلامِ
مَهْلاً فَرَزْدَقُ إنّ قَوْمَكَ فيهمُ … خورُ القلوبِ وخفة ُ الأحلامِ
الظاعنونَ على العمى بجميعهمْ … و النازلونَ بشرَّ دارِ مقامِ
بئسَ الفوارسُ يومَ نعف قشاوة ٍ … وَالخَيْلُ عَادِيَة ٌ عَلى بِسْطَامِ
لَوْ غَيْرُكُمْ عَلِقَ الزّبَيرَ وَرَحْلَهُ … أدى الجوارَ إلى بني العوامِ
كانَ العنانُ على أبيكَ محرما … و الكيرُ كانَ عليهِ غيرَ حرام
عَمْداً أُعَرِّفُ بِالهَوَانِ مُجَاشِعاً؛ … إنَّ اللئامَ على َّ غيرُ كرامِ
إنَّ المكارمَ قدْ سيقتَ بفضلها … فانسبْ أباكَ لعروة َ بنِ حزامِ
ما زِلْتَ تَسْعَى في خَبالِكَ سادِراً، … حَتى التَبَسْتَ بِعُرّتي وَعُرَامي
إنّي إذا كَرِهَ الرّجَالُ حَلاوَتي، … كنتُ الذعافَ مقشباً بسمامِ
فِيمَ المِراءُ وَقَدْ عَلَوْتُ مُجَاشِعاً … عَلْيَاءُ ذاتَ مَعَاقِلٍ، وَحَوَامي
وَحَلَلْتُ في مُتَمَنِّعٍ، لَوْ رُمْتَهُ … لَهَوَيْتَ قَبْلَ تَثَبُّتِ الأقْدَامِ