سأنقش رسمه نيلاً – جمال مرسي

بدأتُ إليكِ إبحارِي .

و فُلكِي مِن خيوطِ الشَّمسِ أَشرِعةٌ

تُسابِقُنِي إلى عينيكِ يا سكَني .

و ترسُمُنِي

على الجُدرانِ في الوطنِ الذي يسرِي بأَوردتِي ،

شَرايِيِنِي .

كأَنسامِ الصَّباحِ الغَضِّ

أو كنوافِذِ الدَّارِ .

إذا ما استقطَبَت قمراً

يُنوِّرُ ليليَ الجاني .

أُسامِرُهُ ،

و أَنثُرُ فِي مَدَى عينيهِ أَشواقِي و أعطاري.

و أقرأُ في خُطُوطِ يديهِ

قصَّةَ حُبِّنا الحاني .

و ما كنتُ الذي ينسى

حديثَ الشطِّ .. يا ليلايَ .. و المَرسَى

و لا عهداً تسَطَّرَ منذ دِفءِ المهدِ

في صفحاتِ وجداني :

” سأَرفعُ مجدَهُ هَرَماً

يُكلِّلُني

و أَنقُشُ رَسمَهُ نِيِلاً على صَدرِي و ألحاناً بقِيثَارِي . “

وأدعو اللهَ .. يا ليلايَ .. في سِرٍّ و إعلانِ .

لينثرَني

هواءً في رُبا وطَني .

و يبعثَني

دِماءً في عُروقِ الأرضِ ،

في شريانِهِ الخَصبِ .

و في الزَّيتُونِ ، في الرمَّانِ ،

في همسَاتِ أَزهاري .

أُباهِي أنَّنِي أُرضِعتُ من تارِيِخِهِ الغَضِّ .

فمِن عَينينِ صافِيَتينِ مِثل النيلِ ..

كان صفاءُ أفكاري .

و مِن ثغرٍ ..

تبسَّمَ مِثلَ وجهِ الشَّمسِ إِن سطعَت ،

و من قِندِيلِ قريتِنا ” بِكَفرِ الشَّيْخِ ” ،

تشكِيلِي و تكوِينِي .

و عُدتُ اليومَ يا ليلى

تَرَكتُ الجُرحَ ، طعمَ المِلحِ

لونَ عباءةِ الأحزانِ في ديجُورِ أسفاري .

فضُمِّينِي

و من شفتيكِ داويني .