ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ – ابن معصوم المدني

ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ … فاحفظ فؤادَك إن رنَتْ غزلانُهُ

واسفح دموعك إن مررت بسفحه … شغفاً به إنَّ الدموعَ جمانُه

وسل المنازل عن هوى ً قضيته … هل عائدٌ ذاك الهوى وزمانُهُ

لهفي على ذاك الزمانِ وأهلِه … وسقاهُ من صَوب الحَيا هتَّانُهُ

إذ كان حبلُ الوصل متَّصلاً بنا … والعيشُ مورقة ٌ به أغصانُهُ

وإذ المعاهد مشرقاتٌ بالمنى … والسفحُ مغنى ً لم يِبنْ سكَّانُهُ

يا عاذلي دعا فؤادي والجوى … لا تعذُلاه فإنَّه دَيْدانُهُ

وارحمتا لمتيمٍ قذفت به … أيدي النَّوى وتباعدت أوطانُهُ

هبت له من نحو نجدٍ نسمة ٌ … فتزايدت لهبُوبها أشجانُه

يُمسي ويُصبحُ بالفراق موجَّعاً … تبكي عليه من الضنى أخدانه

ما إن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ … إلا وشبت في الحشا نيرانه

فسقى الحجازَ ومن بذيَّاكَ الحِمى … صوب المدامع هاطلاً هملانه

لا كف للدمع الهتون تقاطرٌ … بعد الحجاز ولا رَقتْ أجفانُهُ