دعوا الدمع عن مقلتي ينقُلُ – ابن شيخان السالمي
دعوا الدمع عن مقلتي ينقُلُ” … “حديثَ الهوى فهوى المرسَلُ
وهذي صحيفة جسمي بهـا” … “حواشي الصبابة لا تجهـلُ
إذا كتم الصب سر الهـوى” … “أذاعتـه أدمعـه الهُـمَّـلُ
جوارحه نطقـت بالهـوى” … “فلا ريبَ إن سكتَ المِقْـولُ
أأحبابَنـا طـال هجرانكـم” … “وشق على الصَبّ ما يحملُ
وإني حليف الأسى بعدكـم” … “طريح الضَنا بالجفا مُثقَـلُ
جفوتـم محبكـم آخِــراً” … “فـأيـن زمانـكـمُ الأولُ
تغافلتـم عــن مُعنّـاكـم” … “بأنواركـم وهـو لا يغفـلْ
تشاغـلـتـم بتعالـيـكـم” … “عن الصب وهو بكم مُشغَلُ
شغلتم فؤادي وجسمي هوىً” … “فليـس لغيركـم مـدخـلُ
أبث هواي ووجـدي لكـم” … “وتجفوننـي أكـذا يجمُـلُ
سأرحـل مستبقيـاً حبكـم” … “ولكن إلى أين ذا المرحـلُ
وإني لأهوى النوى ان يكن” … “رضاكم عليَّ بها يحصـلُ
يقولـون مالـك مستلزمـاً” … “مكانك للرَّحْـب لا ترحـلُ
فقلت ومن أين أبغي الغنـى” … “وقد ذهب الفضل والأفضلُ
فإن كان لا بدَّ مـن نقلـة” … “فنمضي لنحوكِ يـا ينقـلُ
ديار الأميـر علـيٍّ بهَـا” … “وبدر السَّما بالسّمـا ينـزلُ
ديـارٌ إذا جئتَهـا راجيـاً” … “أحاط بك الفَـرَجُ المقبِـلُ
مضى سلف جَمَع المكرمات” … “وذا خلـف للعـلا مكمـلُ
عزيز الندى سائل فضلـه” … “يسائل عمـن لـه يسـألُ
إذا منح الفضلَ أهلُ الرجـا” … “به افتضح العارض المسبلُ
إذا فـاض نائلـه سَاحـة” … “فما البحر والقطر والجدولُ
غدا هَـرِم هَرِمـاً عنـده” … “وكـل سِنـان لــه الأولُ
وَليٌّ إذا قال يولـي المنـى” … “ويعطي الجزيل ولا يبخـلُ
يقول ويفعـل عـن قـدرة” … “وبعـض يقـول ولا يفعـلُ
شجاع إذا صال يرتاع مِن” … “مهابتـه الأسـد المشـبِـلُ
هو الجحفل اليوم ذاتـاً ولا” … “يـرد مقاصـدَه الجحفـلُ
حكى البدر حسناً وقدراً سما” … “فلـم أدر أيهُّمـا أفـضـلُ
على أن بدر السما ينجلـي” … “وهـذا يزيـد ويستكـمـلُ
أتيناه من نـازحٍ طالبيـن” … “لِقاه كمـا يُطلَـب المنهـلُ
فأوسعَنـا بهجـةً خُلْـقُـه” … “وبلّغنـا منـه مـا نأمـلُ
فلا زال كهفاً لأهل الهُـدى” … “وبحـراً فوائضـه تشمـلُ
ولا زال أنصـارهُ حولـه” … “كليث الشرى حوله الأشبُلُ
ولا زال متصـلاً عـمـره” … “ومرتفعـاً قـدرُه الأكمـلُ