خَفّ القَطِينُ فقَلبي اليَوْمَ مَتْبُولُ – جرير
خَفّ القَطِينُ فقَلبي اليَوْمَ مَتْبُولُ … بالأعْزَلَينِ، وَشَاقَتْني العَطابِيل
قَرّبْنَ بُزَلاً تَغالى ، في أزِمّتِها، … إلى الخدورِ، وَرَقْماً فيهِ تَهْوِيلُ
مَا زِلْتُ أنْظُرُ حتى حالَ دُونَهُمُ … خرقٌ أمقُّ بعيدُ الغولِ مجهولُ
تِيهٌ يَحارُ بهِ الهَادي إذا اطّرَدَتْ … فِينا وَفي الخَيْلِ تَرْدي في مَسَاحِلِها
كَأنّ أعْنَاقَهَا دُلْقٌ يَمَانِيَة ٌ، … إذا تَغَالَتْ، وَأدْنَاهَا المَرَاقِيلُ
لحقْ التوالي بأديها إذا اندفعتْ … أعناقهنَّ بسومٍ فيهِ تبغيلُ
كأنّمَا مَرَحَتْ، مِنْ تحْتِ أرْحُلنا، … قطاً قواربُ أوْ ربدٌ مجافيلِ
أقَصِرْ بِقَدْرِكَ إنّ الله فَضّلَنَا، … وَما لِما قد قَضى ذو العرْشِ تَبْدِيلُ
بَنى ليَ المَجدَ في عَيطاءَ مُشْرِفَة ٍ … أبْنَاءُ حَنْظَلَة َ الصِّيدُ المَبَاجِيلُ
المطعمونَ إذا هبتْ شآمية ً … وَالجابِرُونَ وَعَظمُ الرّأسِ مَهزُولُ
و الغرُّ منْ سلفي سعدٍ وإخوتهمْ … عَمْرٍو كُهُولٌ وَشُبّانٌ بَهَالِيلُ
إذا دعا الصارخُ الملهوفُ هجتُ بهِ … مثلَ الليوثِ جلا عنْ غلبها الغيلُ
تَحْمي الثّغورَ وَتَلقاهُمْ إذا فزِعُوا … تعدو بهم قرحٌ جردٌ هذا ليل
تَلْقَى فَوَارِسَنَا يَحْمُونَ قاصِيَنَا، … وَفي أسِنّتِنَا للنّاسِ تَنْكِيلُ
كَمْ من رَئيسٍ عَليهِ التّاجُ مُعتصِبٌ … قدْ غادرتهُ جيادي وهوَ مقتولُ
قادوا الهذيلَ بذي بهدى وهمَ رجعوا … يومَ الغبيطِ ببشرٍ وهوَ مغلولُ
أسدٌ إذا لحقوا بالخيلِ لمْ يقفوا … نِعْمَ الفَوَارِسُ لا عُزْلٌ وَلا مِيلُ
… يَوْمَ الوَغى َ لَمنَايَا القَوْمِ تَعْجِيلُ
عُوذُ النّساء غَداة َ الرَّوْعِ تَعْرِفُنَا … إذا دعونَ دعاءً فيهِ تخليل
اذا لحقنا بها تردى الجياد بنا … لمْ تَخشَ نَبْوَتَنَا العُوذُ المَطافِيلُ
تَلْقَى السّيُوفَ بأيْدينا يُعاذُ بِهَا … عندَ الوغى حينَ لا تخفي الخلاخيلُ
فمنْ يرمْ مجدنا العاديَّ ثمَّ يقسِ … قَوْماً بقَوْميَ يَرْجِعْ وَهوَ مَفْضُولُ
حُكّام فَصْلٍ وَتَلقى ، في مَجالِسِنا، … أحْلامَ عادٍ إذا ما أُهْذِرَ القِيلُ
إني امرؤٌ مضريٌّ في أرومتها … مَشْهُورَة ٌ غُرّتي فِيهِمْ وَتَحجيلي
ألأثقلونَ حصاة ً في نديهمُ … وَالأرْزَنُونَ، إذا خَفّ المَجَاهِيلُ
إنّا وَجَدْنَا بِني القَبْحاء لَيسَ لهمْ … في بني نزارٍ قداميسٌ ولا جول
قَوْمٌ تَوَارَثَ أصْلَ اللّؤمِ أوّلُهُمْ، … فَما لَهُمْ عَن دِيارِ اللّؤمِ تَحوِيلُ
محالفو اللؤمِ آلى لا يفارقهمْ … حتى يردَّ على َ أدراجهِ النيلُ
قَدِ ارْتَدَوْا برداء اللّؤمِ وَاتّزَرُوا، … وَقُطّعَتْ لَهُمْ مِنْهُ سَرَابِيلُ