خذوا لي الدّوا من ريقها البارد الندي – ابن شيخان السالمي

خذوا لي الدّوا من ريقها البارد الندي” … ” ففيه شفاء الداء للهائم الصدي

وعوجوا بنا عن معرك اللحظ والنهى” … ” فقد سفكت ألبابنا بمهنّدِ

وليلةِ أُنس والنجوم كجوهر” … ” على لجةٍ في افقها متبدّدِ

سريتُ بهَا والطيب منها يقودني” … ” إليها بلا هادٍ من الناس مرشدِ

هصرتُ بها غصناً من الحَليْ مُثمِراً” … ” يميل كغصن البانة المتأوّدِ

نستُ بلثم الورد من روض خدّهَا” … ” ولم احترق من جمرهِ المتوقدِ

ولم أخشَ من تقبيلها سيفَ لحظها” … ” وإن هدّدتني بالحسام المجرّدِ

يهون عليَّ الخطبُ في دَرْكيَ المنى” … ” كما هان وقع السيف للمتشهدِ

وإنَّ اقتحامي للشدائد والفلا” … ” لَيَسْهُلُ في لُقْيا الكريم محمدِ

فتى شأنه الإِحسانُ سالك سيرةٍ” … ” لوالده غوث المساكين أحمدِ

فتى يهبُ الأموال من غير كُلفةٍ” … ” ويستنجز الآمال من غير موعدِ

فتىً يُنفق الأموال للأجر والثنا” … ” ويرجو بها فك الأسير المقيّدِ

هو البطل الكرار في حومة الوغى” … ” إذا فرَّتِ الأقران من هولِ مشهدِ

فيا آل دلموك لكم ذروة العُلا” … ” وطلتم على الأحيا بفضل وسؤددِ

فكم أزمات في دبَيٍّ تراكمت” … ” على الناس قمتم بالجميل الممددِ

ففضلكم للحي في اليوم أجرُه” … ” وحِسبتكم للميت تَلقونَ في غدِ

فبذل العطا للحيِّ والمَيْتِ أجرُه” … ” عظيمٌ باخلاص النُوى من موحِّد

أبا راشد عش في زيادة نعمة” … ” مقيَّدة من شكرك المتجدّدِ

وبورك في أعمار أشبالك الألى” … ” جروا في سبيل من علاك مسدّدِ