حِينَ امْتَزَجْنا – عبدالعزيز جويدة

(1)

وامتَزَجنا

كانَ صوتُ الحبِّ أقوَى

مِنْ عِنادِكْ

كانَ أقوَى مِن قَرارِكْ

ذَوَّبتْني النَّارُ في عينيكِ حتى

لَمْ يَعُدْ مِنِّي أثَرْ

وتَطَهَّرتُ بِمائكْ

واحتَواني صَدرُكِ المَملوءُ دِفئًا

وتَرَشَّفتُ حَنانَكْ

وامتَثَلتُ ..

لِقضائي

عندَما أدرَكتُ أنِّي

أينَما وَلَّيتُ وَجهي

سوفَ ألقاني أمامَكْ

(2)

ساقتِ الأقدارُ حُبَّكْ

نَحوَ أرضي

فتَعَجَّبتُ لأنِّي

قد ظَمِئتُ..

ألفَ عامٍ

كيفَ أقداري حَوَتني

وسَقتني كأسَ بردٍ وسَلامْ

حينَما مَرَّتْ عُيونُكْ

فوقَ أرضي كالغَمامْ

وتَسرَّبتِ بدّمِّي

وامتَزجتُ..

بِدِمائِكْ

فنَما لي في عُيونِي

غُصنُ زَيتونٍ يُظلِّلْ

ورأيتُ القلبَ طِفلاً

كلَّما يلقاكِ يَجري ويُهلِّلْ

كنتُ أحتاجُ لأمٍّ

تَحْمِلُ الطفلَ الصغيرْ

ثمَّ تَحنو وتُدَلِّلْ

آهِ يا حُبِّي الذي قد زارَ قلبي

منذُ كُنَّا

في رِحابِ الغَيبِ

طِينًا يَتَشَكَّلْ