حَيّ الغَدَاة َ برَامَة َ الأطْلالا، – جرير

حَيّ الغَدَاة َ برَامَة َ الأطْلالا، … رَسْماً تَحَمّلَ أهْلُهُ، فَأحَالا

إنّ السّوَارِيَ وَالغَوَادِيَ غادَرَتْ … للرّيحِ مُخْتَرَقاً بِهِ وَمَجَالا

لم أرَ مثلكَ بعدَ عهدكَ منزلاً … فسقيتُ من سبلِ السماكِ سجالا

أصْبَحْتَ بَعْدَ جَميعِ أهِلكَ دِمنَة ً … قفْراً، وَكُنْتَ مَرَبّة ً مِحلالا

وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ الدّيارِ وَأهْلِها … و الدهرِ كيفَ يبدلُ الأبدالا

و رأيتُ راحلة َ الصبا قدْ أقصرتْ … بعدَ الوجيفِ وملتْ الترحالا

إنَّ الظعائنَ يومَ برقة ِ عاقلٍ … قدْ هجنَ ذا سقمٍ فزدنَ خبالا

طربَ الفؤادُ لذكرهنَّ وقدْ مضتْ … بالليلِ أجنحة ُ النجومِ فمالا

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عَاقِلينِ أيَامِنًا، … وَجَعَلْنَ أمْعَزَ رَامَتَينِ شِمَالا

لا يَتّصِلْنَ إذا افْتَخَرْنَ بتَغْلِبٍ، … وَرُزِقنَ زُخْرُفَ نَعْمَة ٍ وَجَمَالا

طرقَ الخيالُ حزرة َ موهناً … و لحبَّ بالطيفِ المسلمَّ خيالا

يا ليتَ شعري يومَ دارة ِ صلصلٍ … أتُرِيدُ صُرْمي، أمْ تُرِيدُ دَلالا

لَوْ أنّ عُصْمَ عَمَايَتَينِ وَيَذْبُلٍ … سَمِعَتْ حَدِيثَكِ أنْزِلَ الأوْعَالا

حُيّيتِ، لَسْتِ غَداً لهُنّ بصَاحِبٍ، … بحَزِيزِ وَجْرَة َ إذْ يَخِدْنَ عِجَالا

أجهضنَ معجلة ً لستة ِ أشهرٍ … و حذينَ بعدَ نعالهنَّ نعالا

وَإذا النّهَارُ تَقَاصَرَتْ أظْلالُهُ، … و ونا المطيُّ سامة ً وكللا

رفعَ المطيُّ بكلَّ أبيضَ شاحبٍ … خلقِ القميصِ تخالهُ مختالا

إنّي جُعِلْتُ، فَلَنْ أُعافيَ تَغْلِباً، … للظالمينَ عقوبة ً ونكالا

قَبَحَ الإلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ إنّهَا … هانتْ علَّ مراسناً وسبالا

قَبَحَ الإلَهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلّمَا … شبحَ الحجيجُ وكبروا إهلالا

عَبَدُوا الصّلِيبَ وَكَذّبُوا بمُحَمّدٍ … و بجيرئيلَ وكذبوا ميكالا

وَالتّغْلِبيّ إذا تَنَحْنَحَ للقِرَى … حَكّ اسْتَهُ، وتَمَثَّلَ الأمْثَالا

أنسيتَ يومكَ بالجزيرة ِ بعدما … كانتْ عواقبهُ عليكَ وبالا

حَمَلَتْ عَلَيكَ حُماة ُ قَيسٍ خيلَها … شُعْثاً عَوَابِسَ تَحْمِلُ الأبْطَالا

ما زِلْتَ تَحْسِبُ كُلّ شَيء بَعْدَهم … خَيْلاً تَشُدّ عَلَيْكُمُ وَرِجَالا

زُفَرُ الرّئيسُ أبو الهُذَيلِ أبَادَكُمْ … فَسَبَى النّسَاء وَأحْرَزَ الأمْوَالا

قالَ الأخيطلُ إذ راى راياتهمْ … يا مارَ سرجسَ لا نريدُ قتالا

هَلاّ سَألْتَ غُثَاءَ دِجْلَة َ عَنْكُمُ … وَالخَامعَاتُ تُجَمِّعُ الأوْصَالا

تَرَكَ الأخَيْطِلُ أُمَّهُ وَكَأنّهَا … منحاة ُ سانية ٍ تديرُ محالا

و رجا الأخيطلُ منْ سفاهة َ رأيهِ … ما لمْ يكنْ وأبٌ لهُ لينالا

خلَّ الطريقَ فقدْ رأيتَ قرومنا … تَنْفِي القُرُومَ تَخَمُّطاً وَصِيَالا

تَمْتْ تَميمي يا أُخَيطِلُ فاحتَجِزْ، … خزى َ الأخيطلُ حينَ قلتُ وقالا

لوْ أنَّ خندفَ زاحمتْ أركانها … جَبَلاً أصَمّ، منَ الجِبالِ، لَزَالا

إنّ القَوَافيَ قَد أُمِرّ مَرِيرُهَا … لبني فدْ وكسرَ إذ جدعنَ عقالا

و لقيتَ دوني منْ خزيمة َ معشراً … وَشَقاشِقاً بَذَخَتْ عَلَيكَ طِوَالا

رَاحَتْ خُزَيْمَة ُ بِالجِيَادِ كَأنّهَا … عِقْبَانُ مُدْجِنَة ٍ نَفَضْنَ طِلالا

إنّا كَذَاكَ لمِثْلِ ذاكَ نُعِدّهَا، … تسقى الحليبَ وتشغعرُ الأجلالا

ما كنتَ تَلقَى في الحُرُوبِ فَوَارِسِي … ميلاً إذا ركبوا ولا اكفالا

صَبّحْنَ نِسوَة َ تَغْلِبٍ، فسَبَيْنَها، … وَرَأى الهُذَيْلُ لوِرْدِهِنّ رِعَالا

قيسٌ وخندفُ إنْ عددتَ فعالهْ … خَيْرٌ وَأكْرَمُ مِنْ أبِيكَ فَعَالا

إنْ حرموكَ لتحرمنَّ على العدا … أوْ حللوكَ لتؤكلنَّ حلالا

هَل تَملِكونَ من المَشاعرِ مَشعَراً؛ … أو تنزلونَ منَ الأراكِ ظلالا

فَلَنَحْنُ أكْرَمُ في المَنَازِلِ مَنْزِلاً … منكمْ وأطولُ في المساءِ جبالا

قُدنا خزَيمَة َ، قد عَلِمتمْ، عَنْوَة ً، … و سشتا الهذيلُ يمارسُ الأغلالا

و رأتْ حسينة ُ بالعذابِ فوارسي … نحوَ النهابِ وتقسمُ الأنفالا

وَلَوَ انّ تَغلِبَ جَمَّعَتْ أحْسَابَها … يومَ التفاضلِ لمْ تزنْ مثقالا

لا تطلبنَ خؤولة ً في تغلبِ … فالزنجُ أكرمُ منهمْ أخوالا

و رميتَ هضبتنا بأفوقَ ناصلٍ … تَبغي النّضَالَ، فقَد لَقِيتَ نِضَالا

لولا الجزا قسمَ السوادُ وتغلبٌ … في المسلمينَ فكنتمُ أنفالا