حَيِّ الهِدَمْلَة َ وَالأنْقَاء وَالجَرَدَا، – جرير
حَيِّ الهِدَمْلَة َ وَالأنْقَاء وَالجَرَدَا، … وَالمَنْزِلَ القَفْرَ ما تَلَقى َ بهِ أحَدَا
مرَّ الزمانُ بهِ عصرينِ بعدكم … للقَطْرِ حِيناً، وَللأرْوَاحِ مُطّرِدَا
ريحُ خريقٌ شمالٌ أوْ يمانية ٌ … تعتادهُ مثلَ سوفَ الرائمُ الجلدا
و قدْ عهدنا بها حوراً منعمة ً … لمْ تَلْقَ أعْيُنُهَا حُزْناً ولا رَمَدَا
إذا كَحَلْنَ عُيُوناً غَيرَ مُقْرِفَة ٍ، … ريشنَ نبلاً لأصحابِ الصبا صيدا
أمستْ قوى ً منْ حبالِ الوصلِ قد بليتْ … يا ربما قدْ نراها حقبة ً جددا
باتَتْ هُمُومي تَغَشّاها طَوَارِقُها، … منْ خوفِ روعة ِ بينِ الظاعنينَ غدا
قدْ صَدّعَ القَلبَ بَيْنٌ لا ارْتجاعَ لَهُ … إذ قعقعوا لانتزاعِ النية ِ العمدا
ما بالُ قتلاكِ لا تخشينَ طالبهمُ … لمْ تَضْمَني دِيَة ً مِنهُم وَلا قَوَدَا
إنّ الشّفَاء الذي ضَنّتْ بِنَائِلِهِ … فرعُ البشامِ الذي تجلو بهِ البردا
هل أنتِ شافية ٌ قلباً يهيمُ بكمْ … لمْ يلقَ عروة ُ منْ عقفراءَ ما وجدا
ما في فؤادكَ منْ داءِ يخامرهُ … إلاّ التي لَوْ رَآها رَاهِبٌ سَجَدَا
ألمْ ترَ الشيبَ قدْ لاحتْ مفارقهُ … بعدَ الشبابِ وسربالَ الصبا قددا
أُمّي النّدى َ منْ جَدا العبّاسِ إنّ لهُ … بيتَ المكارمِ ينمي جدهُ صعدا
أللهُ أعطاكَ توفيقاً وعافية ً … فَزَادَ ذو العَرْشِ في سلطانكم مَدَدَا
تعطى المئينَ فلا منٌّ ولا سرفٌ … وَالحَربَ تَكفي إذا ما حَميُها وَقَدَا
مثبتٌ بكتابِ اللهِ مجتهدٌ … في طاعة ِ اللهِ تلقى أمرهُ رشدا
أُعطيتَ من جَنّة ِ الفِرْدوْسِ مُرْتَفَقاً … منْ فازَ يومئذٍ فيها فقدْ خلدا
لَمَا وَرَدْنَا مِنَ الفَيّاضِ مَشرَعَة ً … جُزْنا بحَوْمَة ِ بحرٍ لم يكنْ ثَمَدَا