حَتّى مَ أُحاوِلُ أَرقدُهُ – الياس أبو شبكة

حَتّى مَ أُحاوِلُ أَرقدُهُ … لَيلٌ يَتَمَرَّدُ أَسودُهُ

وَعيونُ غَزالي نائِمةٌ … تَضني جفني وَتسهِّدُهُ

حَلَّت معقودَ ضَفائِرها … أَبكارُ الشِعرِ وخرَّدُهُ

وَتغنَّت ترقصُ مُنشِدةً … يا لَيلُ العمرُ مَتّى غدُهُ

مَولايَ وَمن ضَلَّت عَيناه … هَواكَ فَلحظُك يرشدُهُ

فَعَلامَ وَعبدُكَ في سَقَمٍ … تُدنيهِ مِنك وَتُبعِدُهُ

فَكَأَنَّ البَدرَ رآكَ تميس … فَهامَ بَقدِّكَ يُنشدُهُ

وَهَوى يسترشفُ شهدَ لماك … فَذابَ بِثَغرِكَ عَسجدُهُ

مَولايَ إِذا أَحبَبتَ فَتىً … فَملوكُ العالَمِ تحسدُهُ

أَنَسيتَ العَبدَ ديانَته … فَاِغتاظَ المَولى سَيِّدُهُ

ديني قَد رَقَّ فَوا تَلَفي … هَل باقٍ غَيرك أَعبُدُهُ

أَبداً يَشتاقُ إِلَيكَ فَتىً … تَتَأَوَّهُ يَأساً عَوَّدُهُ

فَإِذا ما شِئتَ تزوّده … تَعبَ الدُنيا يَتَزَوَّدُهُ