حييت يا مختط سيف ابن نوح – لسان الدين الخطيب
حييت يا مختط سيف ابن نوح … بكل مزن يغتدي أو يروح
وحمل الريحان ريح الصا … أمانة فيك إلى كل روح
دار أبي الفضل عياض التي … أضحت برياه رياضا تفوح
يا ناقل الآثار يعنى بها … وواصلا في العلم سير الجموح
طرفك في الفخر بعيد المدى … طرفك للمجد شديد الطموح
كفاك إعجازا كتاب الشفا … والصبح لا ينكر عند الوضوح
لله ما أجزلت فينا به … من منحة تقصر عنها المنوح
روض من العلم همى فوقه … من صيب الفكر الغمام السفوح
فمن بيان الحق زهر ند … ومن لسان الصدق طير صدوح
تأرج العرف وطاب الجنى … وكيف لا يطعم أو لا يفوح
وحلة من طيب خير الورى … في الجيب والأعطاف منها نضوح
ومعلم للدين شيدته … فهذه الأعلام منه تلوح
فقل لهامان كذا أو فلا … يا من أضل الرشد تبنى الصروح
في أحسن التقوم أنشأته … خلقا جديدا بين جسم وروح
فعمره المكتوب لا ينقضي … وإن تقضى عمر سام ونوح
كأنه في الحفل ريح الصبا … وكل عطف فهو غصن مروح
ما عذر مشغوف بخير الورى … إن هاج منه الذكر أن لا يبوح
عجبت من أكباد أهل الهوى … وقد سطا البعد وطال النزوح
إن ذكر المحبوب سالت دما … ما هن أكباد ولكن جروح
يا سيد الأوضاع يا من له … بسيد الأرسال فضل الرجوح
يا من له الفخر على غيره … والشهب تخفى عند إشراف يوح
يا خير مشروح وفى واكتفى … منه ابن مرزوق بخير الشروح
فتح من الله حباه به … ومن جناب الله تأتي الفتوح