تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو – أبو العتاهية

تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْ تنجُو … فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَ المسْلَكُ النَّهْجُ

رأيْتُ خرابَ الدَّار يحليهِ لهْوهَا … إذا اجتَمَعَ المِزْمارُ والطّبلُ والصَّنج

ألا أيّها المَغرورُ هَلْ لَكَ حُجّة ٌ، … فأنْتَ بها يَوْمَ القِيامَة ِ مُحتَجُّ

تُديرُ صُرُوفَ الحادِثاتِ، فإنّها … بقَلْبِكَ منها كلَّ آوِنَة ٍ سَحجُ

ولاَ تحْسَبِ الحَالاَتِ تبْقَى لإهْلِهَا … فقَد يَستَقيمُ الحالُ طَوْراً، ويَعوَجّ

مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّ بظَرْفِه، … ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِ لهُ مَجّ

إِذَا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ … كَذَاكَ لجَاجاتُ اللِّئامِ إِذَا لَجُّوا

تبارَكَ منْ لَمْ يَشْفِ إِلاَّ التُّقَى بهِ … وَلَمْ يأْتَلِفُ إِلاَّ بهِ النَّارُ والثَّلْجُ