نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ، – أبو العتاهية

نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ، … فَكَمْ أُنَاسٍ رَأَيْنَاهُمْ قَدِ انقَرَضُوا

إنّا لَنَرْجُو أُمُوراً نَسْتَعِدّ لهَا، … والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُو لمعترضُ

للّهِ دَرُّ بَني الدّنْيا لَقَدْ غُبِنُوا … فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا

مَا أرْبَحَ اللهُ فِي الدُّنيا تجارَة َ إنْـ … ـسانٍ يَرَى أنّها مِنْ نَفسِهِ عِوَضُ

فَليْسَتِ الدَّارُ داراً لاَ تَرَى أحداً … من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ غَرَضُ

مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَا الدَّنيَّة ُ لاَ … يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنيا ويَنقَبِضُ

تَصِحّ أقْوالُ أقوامٍ بوَصْفِهِمِ، … وَفِي القُلُوبِ إذا كشَّفْتَهَا مَرَضُ

والنَّاسُ فِي غَفْلَة ٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ … وكُلُّهُمْ عنْ جَديدِ الأرْضِ منقرضُ

والحادِثَاتُ بِهَا الأقْدارُ جارِية ٌ … وَالمَرْءُ مُرْتَفعٌ فيها، وَمُنخَفِضُ

يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَدَّ الرَّحيلُ بِنَا … حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ نرْتكِضُ

نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيرَاتِ ساكِنَة ٌ … وَقَلبُهُ مِنْ دَواعي الشّرّ مُنقَبِضُ

اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْ مغبَّتَهُ … وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُ مَضَضُ

ومَا استرَبْتَ فَكُنْ وقَّافَة ً حذراً … قد يُبرَمُ الأمرُ أحْياناً فيَنتَقِضُ