ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ – أبو العتاهية

ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ … وأنّ لحاجاتِ النّفوسِ جَوايِحُ

إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ … فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهم مُصالحُ

إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّا يضرُّهُ … وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُ صالحُ

إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُ فِعَالِهِ … فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله، مادِحُ

إذا ضاقَ صَدْرُ المرءِ لمْ يصْفُ عَيْشُهُ … ومَا يستطِيبُ العَيْشَ إلاَّ المُسامِحُ

وبَيْنَا الفَتى ، والمُلهِياتُ يُذِقنَهُ … جَنَى اللهْوِ إذْ قَامَتْ عَلَيْهِ النَّوَائِحُ

وإنَّ امرَأً أصفاكَ في الله وُدّهُ، … وكانَ علَى التَّقْوى مُعِيناً لناصِحُ

وإنْ ألبَّ النَّاسِ منْ كانَ هَمُّهُ … بما شَهِدَتْ منهُ عَلَيهِ الجَوارِحُ