بَانَ الخَلِيطُ غَداة َ الجِنَابِ، – جرير
بَانَ الخَلِيطُ غَداة َ الجِنَابِ، … وَلمْ تَقْضِ نَفسُكَ أوْطَارَهَا
فلا تكثروا طولَ شك الخلاجِ … وَشُدّوا على العِيسِ أكْوَارَهَا
سأرمي بها قاتماتِ الفجاجِ … وَنَهْجُرُ هِنْداً وَزُوّارَهَا
ألا قبحَ اللهُ يومَ الزبيرْ … بلاءَ القيونِ وأخبارها
فانا وجدنا ابنَ جوخيَ القيونِ … لئيمَ المواطن خوارها
وَلَوْ خُيّرَ القَينُ بَينَ الحَيَاة ِ … و بينَ المنية ِ لاختارها
أنِمْتَ بِعَينٍ عَلى خِزْيَة ٍ، … فأغضِ على الذلَّ أشفارها
وَقَدْ يَعْلَمُ الحَيُّ مِنْ مَالِك … مُناخَ الدُّهَيْمِ، وَأيْسَارَهَا
أخَذْنَا عَلى الخُورِ قَدْ تَعْلَمُونَ … ردافَ الملوكِ وأصهارها
وَنَكفيهِمُ، ثمّ لا يَشكُرُونَ، … مِراسَ الحُرُوبِ، وَإضْرَارَهَا
أنا ابنُ الفوارسِ يومَ الغبيطِ … و ما تعرفُ العوذُ أمهارها
لحقنا بأبجرَ والحوفزانِ … وَقَدْ مَدّتِ الخَيْلُ إعْصَارَهَا
و راية َ ملكٍ كظلِ العقابِ … ضربنا على َ الرأسِ جبارها
وَكُنّا، إذا حَوْمَة ٌ أعْرَضتْ، … نخوضُ إلى الموتِ أغمارها
فأفْسَدْتَ تَغْلِبَ كُلَّ الفَسَادِ، … وَشُمْتَ القُيُونَ وَأكْيَارَهَا
و حامي الفوارسُ يومَ الكعيلِ … وَلمْ تَحْمِ تَغْلِبُ أدْبَارَهَا
تركتمْ لقيسٍ بناتَ الصريحِ … و عونَ النساءِ وأبكارها
وَضَعْتُمْ بِحَزّة َ حَمْلَ السّلاحِ … و لمْ تضعِ الحربُ أوزارها
فانَّ البرية َ لو جمعتْ … لألْفَيْتَ تَغْلبِ أشْرَارَهَا
ولَوْ أصْبَحَ النّاسُ حَرْباً عِدى ً … لقَيْسٍ وَخِنْدِفَ مَا ضَارَهَا
أخَذْنَا عَلَيْكُمْ عُيُونَ البُحُورِ … وَبَرَّ البِلادِ وَأمْصَارَهَا
وَنحْن وَرِثْنَا، فخَلِّ الطّرِيقَ، … جوابيَ عاد وآبارها
وَأدْعُو الإلَهَ وَتَدْعُو الصّليبَ، … وَأدْعُو قُرَيْشاً، وَأنْصَارَهَا
كَفَوْا خُزْرَ تَغلِبَ نصرَ الرّسولِ … و نقضَ الأمورِ وإمرارها