بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ – جرير

بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ … و حذرتُ ذلكَ من أميرٍ مشغب

نَعَبَ الغُرابُ فقُلتُ بَينٌ عَاجِلٌ … ما شِئْتَ إذا ظَعَنُوا لبَينٍ فانْعَبِ

إنَّ الغوانيَ قدْ قطعنَ مودتي … بعدَ الهوى ومنعنَ صفوا المشربِ

وَإذا وَعَدْنَكَ نَائِلاً أخْلَفْنَهُ، … يَبْحَثْنَ بالأدَمَى عُرُوقَ الحُلَّبِ

يُبدينَ مِنْ خَلَلِ الحِجالِ سَوَالِفاً … بيضا تزينُ بالجمالِ المذهب

أعناقَ عاطية ِ العصونِ جوازئٍ … يبحنَ بالأدمى عروقٌ الحلب

عَبّاسُ قَدْ عَلِمَتْ مَعَدٌّ أنّكُمْ … شَرَفٌ لهَا وَقَديمُ عِزٍّ مُصْعَبِ

وإذا القُرُومُ تَخاطَرَتْ في مَوْطِنٍ … عَرَفَ القُرُومُ لقَرْمِكَ المُتَنمَجَّبِ

قومُ رباطُ بناتِ أعوجَ فيهمُ … منْ كلَّ مقربة ٍ وطرفٍ مقرب

يا ربما قذفَ العدوٌُّ بعارضٍ … فَخمِ الكَتائبِ مُستَحيرِ الكَوْكَبِ

وإذا المُجاوِرُ خافَ مِنْ أزَماتِهِ … كَرْباً، وحَلّ إليكُمُ لم يَكْرَبِ

فانفحْ لنا بسجال فضلٍ منكمُ … و اسمعْ ثنائي في تلاقي الأركب

آبَاؤكَ المُتَخَيَّرُونَ أُولُو النُّهَى ، … رَفَعُوا بناءَكَ في اليَفاعِ المَرْقَبِ

تَنْدَى أكُفُّهُمُ بِخَيرٍ فَاضِلٍ … قدماً إذا يبستْ أكفُّ الخيب

زينُ المنابر حينَ تعلو منبراً … و إذا ركبتَ فأنتَ زينُ الموكب

وَحَمَيْتَنا وكَفَيْتَ كُلّ حَقيقَة ٍ … وَالخَيْلُ في رَهَجِ الغُبارِ الأصْهَبِ