بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ – ابن معصوم المدني

بين العُذيب وبين بُرقة ِ ضاحكِ … غراء تبسم عن شتيتٍ ضاحك

في حيِّها للعاشقينَ مصارعٌ … من هالكٍ فيها ومن مُتهالكِ

تسطو مَعاطفُها وسودُ لحاظِها … بمثقَّفٍ لَدْنٍ وأبيضَ باتِكِ

لا تَستَطِبْ يوماً مواردَ حُبِّها … ما هنَّ للعشَّاق غير مهالِكِ

فتكت بألباب الرجال ولم تَصُلْ … بِسوى فواتن للقلوب فواتِكِ

يرديك ناظرها ويغضي فاعجبن … من فاسقٍ يحكي تعفف ناسك

هجرت وما اتَّسعت مسالكُ هجرها … إلا وضاقت في الغرام مسالكي

ولقد أبيت على القتاد مسهداً … وتبيت وسنى في مهاد أرائك

لا تستعِرْ جَلداً على هجرانِها … إن كنتَ في دعوى الغرام مُشاركي

واتركْ حديث المُعرضِين عن الهوى … يا صاحبي إن كنت لست بتاركي

وإذا دعاك لبيع نفسك سائمٌ … في حبها يوماً فبعه وبارك

انَّ التي فتنتكَ ليلة َ أشرقت … إشراق شمسٍ في دجنة حلك

لا تصطَفي خِلاَّ سوى كلِّ امرىء ٍ … صبٍ لأستار التنسك هاتك

فاخلع ثيابَ النُّسك فيها واسترح … من إفك لاح في الصبابة آفك

أولا فدع دعوى المحبة واجتنب … نهجَ الغرام فلستَ فيه بسالِكِ

وإذا بدا منها المحيَّا فاستعذْ … من سافرٍ لدم الأحبة سافك

كم من محبٍ قد قضى في حبها … وجداً عليه فكان أهون هالك

ملكت نفوسَ أُولي الغَرام بأسرها … علا اتقيت الله يا ابنة مالك

حسبي ولوعاً في هواك ولوعة ً … إن تطلبي قتلي ظفرت بذلك