بميدان الجيادِ خذوا وهاتوا – ابن شيخان السالمي
بميدان الجيادِ خذوا وهاتوا” … “فقد ظهرت على الخيل الكماةُ
لنا فيه مواطن معلمات” … “تضيق على مشاهدها الجهاتُ
ويوم بالسباق لنا ورود” … “ويوم بالطراد لنا ثباتُ
ويا لِلّه بالميدان يوم” … “جلوناه كما تجلى الفتاةُ
أتيناه ضحىً والخيل تعدو” … “كما مرَّت غمائم سارياتُ
تعوَّدنا من الميدان طيباً” … “اذا ضَبَحَت عليه العادياتُ
غشيناهُ فلم نر منه بشراً” … “وقبلاً منه كان لنا التفاتُ
ايا ميدان ما لك ذا اكتئاب” … “فهل حدثت عليك الحادثاتُ
وما لك لا تطيب اذا تعادت” … “جياد في مداك مسوَّماتُ
فقال وهل أطيب ولي بنات” … “اعيش بها فشردها الشتاتُ
فقل لي اين ريشتها اذا ما” … “استقلت خلفها تكبو القطاةُ
وفي أي القُرى الشواف ولّى” … “أليس له رسوم باقياتُ
وهاتيك المصلصل اين سارت” … “أما هيَ قبلُ فوقي مشتهاةُ
وبي وجدٌ لريشة ليس يخلو” … “واشواق بقلبي محرِقاتُ
فقلتُ له استطب نفساً وعينا” … “بناتك عن قريب راجعاتُ
فامّا ريشة فلقد عراها” … “قروح في حَشاها مضنياتُ
كساها اللَه عافية وبرءاً” … “ولا طرقت عليها المهلكاتُ
وللشوّاف بالفيحاء عهد” … “يقول مع المصلصل يا مَهاةُ
اما آن الرجوع الى أبينا” … “ففيه لنا هموم بادياتُ
وريشةُ أختنا لا بد من ان” … “نراها قائلين لك الحياةُ
فكل الخيل قد اضحى فداء” … “لها آباؤها والأمهاتُ
فقالت سوف نأتيها ونحيا” … “جميعاً والحسود له البتاتُ
وريشة قال مالكها اليها” … “أتاكِ الخير والأمن السُباتُ
سألتك كيف حالك صار قالت” … “فأحوالي بعيشك طيَّباتُ
أتاني سيَّدي داءٌ وَأخشى” … “لنفسي أن يكون به المماتُ
فقلتُ لها سلمت ولا تخافي” … “فعند الانتها تأتي النجاةُ
إذا ما كان ممدوداً بقاءٌ” … “فليس لوصلة الجُلى ثباتُ
سيكسوك الاله البرء دهراً” … “وتلقاك البقايا الصالحاتُ
ويركب ظهرك الميمون شهم” … “وتأتيك الرسوم السابقاتُ
فطابت نفسها ومضت بخير” … “كما طابت بتيمور العفاةُ
همام سيِّد ملك مُرَّجى” … “تدين له الأقاصي والدناةُ
شديد البأس منهلُّ العطايا” … “كثير الفضل تبهجه الهباتُ
لقد أحيا المكارم والمعالي” … “وكانت للعُلا رمم رُفاتُ
بأجياد له أطواق فضل” … “وفي أخرى تحكمتِ الظُباةُ
يعيش بفضله خلق كثير” … “كما بالقطر قد عاش النباتُ
بقى بسلامة ودوام عمر” … “يدوم له التمكن والثباتُ