بدا غزال كالقمر – ابن شيخان السالمي
بـدا غـزال كالقمـر … نهـى القلـوب وأمـر
قلت لـه لمـا خطـر … أأنـت جـن أم بشـر
صاد القلـوب النافـرة … باللحظـات الساحـرة
فيـا عيونـاً سَاهـرة … فيـه هنيئـاً بالسهـر
ما ضاع سعياً عمر منْ … قضاه في الوجه الحسن
فـإنـه روح الـبـدن … تُخلق في بعض الصُّور
حبُّ الرجـال والنسَـا … في القلب طبع قد رسـا
فكلهـم صـب عسـى … ينال بالحـب الوطَـر
هبت نسيم مـن دبـيّ … فعاد مَيْتُ العشق حـيّ
وزال عنه كـل غـي … مذ نفحت وقتَ السحَـر
لا عجـب إن عطـراً … هبوبهـا كـلّ القـرى
فإنـه مسـك جــرى … ففاض في بحـر وبـر
دار بَطيّ بـن سُهيـل … بَدْرٌ إِذا ما جـنَّ ليـل
بحر إذا ما فاض سيـل … يفضح منهـلَّ المطـر
فوجهـه مثـل القمـر … وكفـه بحـر زخــر
وسيفـه مثـل القـدر … يسطو على السَّاعي بِشَرّ
فما رأينا فـي الشمـال … مـن طالبيـن للكمـال
مثل بطي في الرجـال … يحوى على نفع وضـر
كجـبـل إذا جـلـس … كـأسـد إذا افـتـرس
ليس بعِرضـه دنـس … ولا بــوِرده كــدر
كالروض في بشاشتـه … كالغيث فـي سماحتـه
كالبـرد فـي لطافتـه … يُطفِي الصّدى وكل حر
لمـا علمـتُ فضـلَـهُ … شـاع ومــدَّ بـذلَـهُ
أهديتُ من مدحـي لـهُ … سمطاً تحلّـى بالـدرر
لـعـلـهُ يـقـبـلُـهُ … وكـلُّ مــا نأمـلـهُ
منـه فيـأتـي كـلُّـه … فإنـه غـوث البشـر
يبقـى طويـل العُمْـرِ … مُخـلّـداً بـالـذكـرِ
مُـؤيـداً بالـنـصـرِ … وذل حـال مـن كفـر
دامت دُبَيّ فـي العـلا … للمسلمـيـن معـقـلا
ومـن نواهـا بالبـلا … حـرَّمـه الله الظـفـر