بأنفسنا لا بالطوارف والتلد – البحتري

بأنْفُسِنَا، لا بالطّوَارِفِ والتُّلْدِ، … نَقيكَ الذي تُخْفي من الشكوى أوْ تُبدي

بِنا، مَعْشَرَ العواد، ما بكَ من أذًى، … وإنْ أشفَقُوا ممّا أقُولُ فبي وَحدي

ظَلَلنا نَعُودُ المَجدَ من وَعكِك الذي … وَجدتَ، وَقُلنا اعتَلّ عُضْوٌ من المجدِ

وَلمْ نُنْصِفِ اللّيثَ اقتَسَمنا نَوَالَهُ، … وَلمْ نَقْتَسِمْ حُمّاهُ إذْ أقبلتْ تُرْدي

بَدَتْ صُفرَةٌ في لوْنِهِ، إنّ حَمْدَهُمْ … من الدُّرما اصْفَرّتْ نَوَاحِيهِ في العِقدِ

وَحَرّتْ على الأيْدي مَجَسّةُ كَفّهِ، … كذلكَ مَوْجُ البَحرِ مُلتَهِبُ الوَقْدِ

وَمَا الكلبُ مَحموماً وإن طالَ عُمرُهُ، … ألا إنّما الحُمّى على الأسَدِ الوَرْدِ

وَلَستَ تَرَى عُودَ الأراكة خائِفاً … سَمُومَ الرّيَاحِ الآخِذاتِ منَ الرَّنْدِ