انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً – جرير

انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً … و العيسُ جائلة ٌ أغراضها خنف

استقبلَ الحيُّ بطنَ السرأمْ عسفوا … فالقلبُ فيهِمْ رَهينٌ أين ما انصرفُوا

من نَحْوِ كابَة َ تحتثّ الحُداة ُ بهِمْ … كيْ يشعفوا آلِفاً صَبّاً، فقد شعَفُوا

إنَّ الزيارة َ لا ترجى ودونهمُ … جِهْمُ المُحَيّا وَفي أشبْالِهِ غَضَفُ

آلَوا عليْها يِمِيناً، لا تُكَلمُنا، … من غيرِ سُوء، وَلا مِن رِيبة ٍ حَلَفُوا

يا حبذا الخرجُ بينَ الدامِ فالأدمى … فالرمثُ منْ برقة ِ الروحانِ فالغرف

ألمِمْ على الرَّبْعِ بالتِّرْبَاعِ، غَيّرَهُ … ضَرْبُ الأهاضِيبِ وَالنّأآجَة ُ العُصُفُ

كَأنّهُ بَعْدَ تَحْنَانِ الرّيَاحِ بِهِ، … رقٌّ تبينُ فيه اللامو الألف

خبر عنِ الحيَّ سراً أوْ علانية ً … جادَتْكَ مُدجِنَة ٌ في عَينها وَطَفُ

ما استَوْصَفَ الناسُ عن شأ يرُوقُهمُ … إلاّ أرَى أُمَّ عَمْرو فَوْقَ ما وَصَفُوا

كَأنّهَا مُزْنَة ٌ غَرّاءُ، وَاضِحَة ٌ، … أوْ دُرّة ٌ لا يُوَارِي ضَوْءها الصَّدَف

مكسوة ُ البدنِ في لبٍ يزينها … وَفي المَنَاصِبِ منْ أنْيابِها عَجَفُ

تسقى اميتاحاً ندى المسواكِ ريقتها … كما تَضَمّنَ ماءَ المُزْنَة ِ الرَّصَفُ

قالَ العَوَاذِلُ: هَل تَنهاكَ تَجرِبة ٌ، … أما تَرَى الشِّيبَ وَالأخدانَ قد دَلَفُوا

أما تلمُّ على َ ربعٍ بأسنمة ٍ … إلاّ لعَيْنَيْكَ جَارٍ غَرْبُهُ يَكِفُ

يا أيّها الرَّبْعُ قَد طالَتْ صَبَابَتُنَا، … حتى مللنا وأمسى الناسُ قد عزفوا

قد كنتُ أهوى ثرى نجدوٍ ساكنهُ … فالغورَ غوراً بهِ عسفانُ فالجحفَ

لمّا ارْتَحَلْنَا وَنَحْوَ الشّامِ نِيّتُنَا، … قالتْ جعادة ُ هذي نية ٌ قذفُ

كَلّفْتُ صَحبيَ أهْوالاً عَلى ثِقَة ٍ، … للهِ درهمُ ركباً وما كلفوا

ساروا اليكَ منَ السهبيَ ودونهمُ … فيحانُ فالحزنُ فالصمانُ فالوكفُ

يُزْجونَ نَحْوَكَ أطْلاحاً مُخَدَّمَة ً … قد مسها النكبُ والأنقابُ والعجف

في سيرِ شهرينِ ما يطوى ثمائلها … حتى تشد إليَ اغراضها السنفُ

ما كانَ مذْ رحلوامنْ أهلِ أسمنة ٍ … غلاَّ الذميلَ لها وردٌ ولا علف

لا وردَ للقومِ إنْ لمْ يعزفوا بردى … إذا تجوبَ عنْ أعناقها السدفُ

صَبّحْنَ تُوماءَ وَالنّاقُوس يَقْرَعُهُ … قَسُّ النّصَارَى حَرَاجيجاً بنا تَجِفُ

يا ابنَ الأرُومِ وَفي الأعياصِ مَنبتُها، … لا قادحٌ يرتقي فيها ولا قصف

إنّي لَزَائرُكُمْ وُدّاً وَتَكْرِمَة ً، … حتى يقاربَ قيدَ المكبرِ الرسف

أرْجُو الفَوَاصِلَ، إنّ الله فَضّلَكُمْ … يا قَبَلَ نَفسِكَ لاقَى نَفسِي التَّلَفُ

ما من جفانا إذا حاجاتنا نزلتْ … كمنْ لنا عندهُ التكريمُ واللطفُ

كمْ قدْ نزلتُ بكمْ ضيفاً فتلحفني … فضلَ اللحافِ ونعمَ الفضلِ يلتحفُ

أعطوا هنيدة َ يحدوها ثمانية ٌ … ما في غطائهمُ منٌّ ولا سرف

كومامها ريسَ مثلَ الهضبِ لوْ وردتْ … ماءَ الفراتِ لكادَ البحرُ ينتزف

جُوفَ الحَناجرِ وَالأجوَافِ ما صَدَرتْ … عَنْ مَعْطِنِ الماء إلاّ حَوْضُها رَشَفُ

بالصّيفً يُقْمَعُ مَثْلُوثُ المَزَادِ لها … كأنّهُمْ من خَليجَيْ دِجلة َ اغتَرَفُوا

… على َ رجالٍ وإنْ لمْ يشكرُ واعطفُ

يا رُبّ قَوْمٍ وَقَوْمٍ حاسِدينَ لَكُمْ … ما فِيهِمُ بَدَلٌ مِنكُمْ وَلا خَلَفُ

… نِعْمَ القَدِيمُ إذا ما عُدّ وَالسَّلَفُ

حَرْبٌ وَآلُ أبي العَاصي بَنَوْا لكُمُ … مجداً تلاداً وبعضُ المجدِ مطرف

يا ابنَ العَوَاتِكِ خَيرَ العالمينَ أباً، … قدْ كانَ يدفئني منْ ريشكمْ كنفُ

إنَّ الحجيجَ دعوا يستمعونَ بهِ … تكادُ تَرْجُفُ جَمعٌ كُلّما رَجَفُوا

وَما ابتَنَى النّاسُ من بُنيانِ مكرُمَة ٍ، … إلاّ لكُمْ فوْقَ مَن يبني العلا غُرَفُ

ضَخمُ الدّسيعَة ِ وَالأبياتِ غُرّتُهُ … كالبدر ليلة َ كادَ الشهرُ ينتصفُ

اللهُ أعطاكَ فاشكر فضلَ نعمتهِ … أعطاكَ ملكَ التي ما فوقها شرفُ

هَذي البَرِيّة ُ تَرْضَى ما رَضِيتَ لهَا، … إنْ سرْتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا وَقفُوا

هُوَ الخَليفَة ُ فارْضَوْا ما قَضَى لَكُمُ، … بالحَقّ يَصْدَعُ ما في قَوْلِهِ جَنَفُ

يقضي القضلءَ الذي يشفى النفاقُ به … فاسبشتر الناسُ بالحقَّ الذي عرفوا

أنتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُونُ سيرَتُهُ، … لولا تقومُ درءَ الناسِ لاختلفوا

سرْبِلتَ سِرْبالَ مُلْكٍ غيرِ مُبتَدَعٍ … قَبلَ الثّلاثينَ، إنّ الخَيرَ مُؤتَنَفُ

تدعو فينصرُ أهلُ الشامِ إنهمُ … قومٌ أطاعوا ولاة َ الحقَّ وائتلفوا

ما في قلوبهمُ نكثٌ ولا مرضُ … إذا قذفتَ محلاً خالعاً قذفوا

قَدْ جَرّبَ النّاسُ قَبلَ اليَوْمِ أنّهمُ … لا يَفزَعُونَ إذا ما قُعقِعَ الحَجَفُ

آلُ المهلبِ جذَّ اللهُ دابرهم … أمْسَوْا رَماداً فلا أصْلٌ وَلا طَرَفُ

قد لهفوا حينَ أخزى اللهُ شيعتهمْ … آلُ المهلبِ منْ ذلٍ وقدْ لهفوا

ما نالَتِ الأزْدُ من دَعْوَى مُضِلّهِمُ … إلاّ المَعَاصِمَ وَالأعْنَاقَ تُخْتَطَفُ

و الأزد قد جعلوا المنتوفَ قائدهمْ … فقتلهمْ جنودُ اللهِ وانتتفوا

تهوِي بذي العَقرِ أقْحافاً جَماجمُها، … كأنها الحنظلُ الخطبانُ ينتتقف