السقوط المنتظر – جمال مرسي
اللهُ أكبرُ ، هل ماتتْ ضمائِرُكُم … أبناءَ سامَ ، و هل كذَّبتُم الصُّوَرا
و كيف تحيَوْنَ إنْ غَشَّت بصائِرَكم … سَحَابَةُ الحقدِ تُعمي القلبَ و البَصَرا
هل قرَّت الآنَ بالتدميرِ أعينُكُم … يا عُصبةَ الشرِّ ، هل أشبهتم البَشَرا ؟
أَشُكُّ أنَّ لكم و اللهِ أفئدةً … بين الضلوعِ ، إذن قد أُبدِلَتْ حَجَرا
و هل لمن يقتلُ الأطفالَ مُختبلاً … قلبٌ ، و قد فقدَ الإحساسَ و النَّظَرا
في كلِّ يومٍ نرى من فعلِكم عجباً … ما يجعلُ الدمعَ يهمي سائِباً مَطَرا
صارت دماءُ بني الإسلامِ وا أسَفِي … رخيصةً ، و دمُ الأنبا غدا دُرَرا
تُدَكُّ من أجلِهِ مليونُ مِئذنةٍ … و بلدةٍ أعلَنَت إسلامَها و قُرى
و تسحقُ الألةُ الحمقاءُ من كَمَدٍ … أبناءَ ملَّتنا ، و الزرعَ و الشَّجَرا
حتى إذا يُتِّمَ الأطفالُ أو سُحِقَتْ … عظامُهُمْ ، ظنَّ إبليسٌ أن انتصرا
و يخرجُ الناطقُ المغرورُ مُبتسماً … على الصحافةِ زوراً كذَّبَ الخَبَرا
و ربَّما اْنتابَ بعضُ الحزنِ سادَتَهُ … و لو بزيفٍ ، فيُبدي الحزنَ مُعتذرا
يقولُ عنهم و قد بانتْ نواجذُهُ … اليومَ قد أَحدَثَت غاراتُنا ضَرَرا
لكنَّ بضعةَ أطفالٍ قَدِ التَهَمَت … نيرانُنا دورهُم إذ شكَّلوا خَطَرا
يا سادةَ الحربِ في البيتِ الذي امتَلأَت … جُدرانُهُ البيضُ حقداً أسوداً قذِرا
هل طفلةٌ عمرُها شهرٌ و إخوتُها … ما فوقَهُ ، أحدثوا في أرضكم أَثَرا ؟
هل هذه المرأةُ الثكلى و والدُها … قد فجَّرا مركزاً ، أو دمَّرا جُدُرا ؟
يا سادةَ الحربِ هل ضاعت عقولكمُ … أم كان حقدكمُ في القلبِ مُستَعِرا ؟
شعبُ العراقِ لنا عِزٌ و مفخرةٌ … شعبٌ بإيمانِهِ قد لامس القَمَرا
تجيِّشونَ لهُ جندَ الصليبِ ، و مِن … كلَّ العتادِ ، فما فزتُم و ما قُهِرا
يا ويحكم ، قد ضللتُمْ عن مقاصِدِكُم … شعبُ العراقِ أَبِيٌ ، ليس مُنكسِرا
لكنَّهُ الكبرَ قد أعمى بصائِرَكُم … فاستوعبوا درسَكم و لتأخذوا العِبَرا
كم أُمَّةٍ قبلكم زالت حضارتُها … كانت إلى قِمَمٍ ثُمَّ انتهت لِثَرى
أعلنتُمُ الحربَ،جَمَّعتُم لها أُمَماً … بِسمِ الصليبِ،فمنْ للمُصحَفِ انتَصَرا ؟
ثارت حفيظتُكُم من أجلِ شِرذِمَةٍ … فمن يثورُ لقدسِ المُسلمينَ ، تُرى ؟
أباحَ حُرمتَهُ شارونُ فانتُهِكَت … باحاتُهُ ، فَبَكَتْ ، فاستنجَدَت عُصُرا
فَلَم تَجِد غيرَ آذانٍ مصَمَّمَةٍ … على سماعِ بيانِ السادةِ الوزرا
مليونُ مُؤْتَمِرٍ في ألفِ مُؤتَمَرٍ … أنعم بمؤتَمِرٍ ،قُم حيّ مُؤتَمَرا
خِتامُهُ الشجبُ و التنديدُ مبدؤهُ … و الخُلفُ ديدنُهُ ما بانَ أو سُتِرا
يا أُمَّتي ، أُمَّةَ الإسلامِ ، ما نَضَبَت … منابِعُ الخيرِ فيمن أنجَبَت عُمَرا
فلتسلكي للعلا درباً بأحنحةٍ … من الهُدى ، و اقتفي للمُصطَفى أثَرا
و حينذا يسقطُ الباغي و دولَتُهُ … مُبَشَّراً بسقوطٍ طالما انتُظِرا